حسبي الله ونعم الوكيل جملة مكونة من 4كلمات كان رسول الله صلي الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم والتابعون وتابعو التابعين يكثرون من تردديها في عديد من المقامات سواء مقام طلب المنافع ، ومقام دفع المضار فمن الأول: قول الله تبارك وتعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} [التوبة: 59 :
أما المقام الثاني لهذا القول النبوي فتتمثل في قول الله تبارك وتعالى "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ" [آل عمران:173-174].
وقد أجتمع المقامان في قول الله عزَّ وجلَّ : {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر:38]. أي: قل حسبي الله لجلب النعماء ، ولدفع الضرِّ والبلاء .
وقد ورد في صحيح البخاري -رحمه الله- أن تلك الكلمة كانت على لسان أولي العزم من الرسل، قالها إبراهيم عليه السلام في أعظم محنة ابتلي بها حين ألقي في النار، وقالها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة المشركين في "حمراء الأسد".
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ: قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِي فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا: «إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ».
ومعنى هذا الدعاء «يا من ظلمتني فالله تعالى حسبي، وسيكفيني، وسؤكله ليأخذ حقي منك، ويقول العلماء إن معنى: حسبنا الله: أي الله كافينا، فالحسب هو الكافي أو الكفاية، والمسلم يؤمن بأن الله عز وجل بقدرته وعظمته وجلاله يكفي العبد من كل ما أهمه وأصابه، ويرد عنه بعظيم حوله كل خطر يخافه، وكل عدو يسعى في النيل منه،
وأما معنى: (نعم الوكيل)، أي: أمدح من هو قيِّم على أمورنا، وقائم على مصالحنا، وكفيل بنا، وهو الله عز وجل، فهو أفضل وكيل؛ لأن من توكل على الله كفاه، ومن التجأ إليه سبحانه بصدق لم يخب ظنه ولا رجاؤه، وهو عز وجل أعظم من يستحق الثناء والحمد والشكر لذلك.
ومن الثابت بحسب أراء جمهور الفقهاء أن جملة حسبنا الله ونعم الوكيل" معناها الاكتفاء بالله وحده، والاستغناء عن الخلق ، فهو الذي يكفيني، وهو الذي يستجيب دعائي، وهو الذي يحقق مطلوبي، وهو الذي يصلني إلى مقصودي؛ فهو سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ومع كل شي، وبعد كل شيء، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير، وبكل شيءٍ عليم، وبكل شيءٍ محيط.
وكان الاشتغال بذكر هذه الكلمة المباركة هو حال الذاكرين المعلقة قلوبهم بالله رب العالمين «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين» هذه الحالة حالة المبادرة من الله سبحانه وتعالى قبل الطلب تتأتى بإخلاص العبادة.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضى الله تعالى عنهما- : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِىَ فِى النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَالُوا ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) . [صحيح البخاري]
وكان من مجربات أهل الله الذكر بـ (حسبنا الله ونعم الوكيل) 450 مرة، فهى وقاية وكفاية وصرف للسوء .
وقد قال نفر من العلماء أن "حسبنا الله ونعم الوكيل" كلمة قد تجري على اللسان، لكنها تهز ذرَّات الكون .. كلمة قد يستهين بها الناس، ولكنها تنور قلوب المؤمنين، في ظلمات الفتن.. كثيرًا ما نسمع عبارة تتردّد على ألسنة النّاس الذين يتعرّضون للظّلم أو القهر ألا وهي قول حسبي الله ونعم الوكيل، فهذا الذّكر العظيم له فضلٌ كبير وأثرٌ عظيم في حياة المسلم حينما يلهج لسانه بذكرها، فهي كلمة عظيمة تحرك ذرات الكون، وهي تعني الاكتفاء بالله- سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له، والاستغناء بالله عن الجميع.
وفند العديد من العلماء خطأ يقع فيه العام حيث يتعاملون مع حسبي الله ونعم الوكيل علي أنها دعاء علي الظالمين وهو ما يرفضه جمهور العلماء الذي يرون أنه خروج من حول وقوته وقدرته ودخول في حمى حول الله وقدرته وقوته وتفويض منالعباد لله أن يسترد لي الحق للقائل أو ينصرن أو يفرج عني ما هو فيه أو الحماية من الضرر متوقع إنه يقع م يردد هذا القول .
ويسود إعتقاد خاطئ لدى الكثير فى مقولة حسبي الله ونعم الوكيل، وهى ان البعض عندما يظلمه أحد يردد قول حسبي الله ونعم الوكيل ظناً منه أنه يدعو على ن ظلمه، ولكن معنى قول حسبي الله ونعم الوكيل هى انك سلمت أمرك لله تعالى وتطلب منه العون والعطاء.
اقرأ أيضا:
8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسناتفمن كان مظلوماً فلا مانع ان يردد قول “حسبي الله ونعم الوكيل” وهذا يعني انك سلمت امرك لله تعالى وطالب العون والعطاء العظيم من الله عز وجل وليس معناه ان ينتقم لك منهم، والأفضل ان تدعو لنفسك بدلاً من ان تدعو عليه..
ومن الثابت هنا أن قول : "حسبنا الله ونعم الوكيل" عظيم النفع بالغ الأثر، لما فيه من تفويض الأمر لله، وإظهار التوكل عليه سبحانه، وقد قال ذلك إبراهيم الخليل عليه السلام حين ألقي في النار، وقاله محمد "صلى الله عليه وسلم" حين قالوا له: "إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم" روى كل ذلك البخاري من حديث ابن عباس.