بعض الناس يشاهدون الأفلام الإباحية، وإذا سألت من ابتلي بذلك، يقول لك لا أستطيع الإقلاع عنها، حتى المتزوجين، ترى البعض منهم يشاهدون مثل هذه الأفلام معًا، فتجد الزوج والزوجة يشاهدانها بين وقت وآخر، بحجة "التغيير" ومحاولة لكسر الروتين.
والإسلام والفطرة السوية تمنع ذلك تمامًا، لأن الأمر فيه خروج عن المألوف وعن الفطرة التي فطر الناس عليها، فعلى الزوج أن يعلم أنه بذلك يقع في بئر شديد الظلمة من المعصية، لا قاع له، ولا نجاة منه، إلا بذكر الله والاستغفار والابتعاد عن مثل هذه الأمور، ألا يعلم هذا الزوج أنه بموافقته أن زوجته ترى مثل هذه الأفلام في حضوره، أنه في حكم "الديوث"، إذ كيف به يسمح بأن ترى زوجته عورات رجال آخرين أجانب عنها؟.. ثم يبرر ما يفعل بأن الأمر "مجرد أفلام"!.
تحذير قرآني
ألا يخشى هذا الزوج عذاب الله عز وجل له، ألا يعلم أن الزنا -وإن كان في المشاهدة فقط- لا يجلب لصاحبه إلا ضيق الرزق، وربما المرض، فضلا عن غضب الرب، لكن على هذا الزوج أن يتراجع من فوره، ويعلم يقينًا أن هناك رب يغفر الذنوب جميعًا، لكن عليه أولا بالتوبة والإنابة، والبعد عن هذا الطريق الخاطئ.
قال تعالى: «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا » (الفرقان: 68 - 70)، فقط عليك أن تطهر قلبك من كل سوء، ونوره بنور الطاعة، يصرف الله عز وجل عنك رجس الشيطان، ويعينك على شر نفسك.
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنةشر مستطير
تدبر معي عزيزي الزوج -الذي يسمح لزوجته بمشاهدة الأفلام الإباحية- لماذا قال الله عز وجل: «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا»، ولم يقل مثلاً (ولا تقعوا في الزنا)، ذلك أن مجرد الاقتراب كارثة وشر مستطير، ومن ثمّ فقد تكون المشاهدة ، وإن قللت منها، أكبر الشرور وأنت لا تدري، إذ أن مجرد الاقتراب ممنوع، ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ ويقول أيضًا سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾.
ويقول: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾، فإن كنت تتصور أن ما تفعله لا يعلمه أحد، فالله مطلع عليك، وقد حرم الفواحش بجميع أفعالها، ما ظهر منها وما بطن، فلا تقع فيما حرم الله، وتعود لتبرره، وراجع ضميرك ونفسك وهواك، وتب إلى الله أنت وزجتك، لأن الأمر جلل، ألا تخشى من أن تتخيل امرأتك أح هؤلاء الرجال معها في الفراش؟.. كيف سيكون الحال حينها؟.. بدايةً أنت الملام لأنك من سمحت لها بذلك، فلا تلومن إلا نفسك.