نبه النبي صلى الله عليه وسلم على أن الكلام دون عمل هو درب من دروب النفاق، فكان من صفاته صلى الله عليه وسلم، الوفاء بالعهد ، فكان إذا وعد قام بتنفيذ وعده ، لهذا يجب أن نتخذه قدوة حسنة في الوفاء بالعهد، وسيدنا إسماعيل وسيدنا إبراهيم عليهما السلام كانا يوفون بما عهدوا أيضا ، كما بين الله لنا ذلك في القرآن الكريم.
وضرب العرب قديما مثالا ًبكثيري الكلام من الناس الذين يتحدثون كثيرًا عن أعمالهم، ولكن لا ترى لهم أي نتيجة في نهايتها، فقالوا عنهم "جعجعه ولا أرى طِحنًا".
وإنما يدل المثل العربي على الوفاء بالعهد ، والوفاء بالوعد والعهد من أرقى الصفات التي يتحلى بها الإنسان السوي المعطاء ، وهي من الصفات التي تقرب الإنسان من الناس وتزيده احترامًا ، بعكس الغدر والخيانة وعدم احترام الوعد .
اظهار أخبار متعلقة
الوفاء بالوعد
ويتفق المثل مع ما جاء في قول الله تعالى: ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ ) ، وقوله تعالى : ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)، وقوله تعالى : (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ) ، وقوله تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ) ، وقوله تعالى (وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) صدق الله العظيم.
واقتدى صحابة رسول الله رضوان الله عليهم بهذه الصفة وأخذوا بتطبيقها في حياتهم اليومية ، واعتبروها أسلوب حياة بالنسبة لهم معتبرين أنفسهم مسئولين أمام الله عن أي وعد يوعدون به غيرهم .
ومن المواقف التي أثبتت الوفاء بالوعد ، موقف سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء إليه عبيده بن الجراح ، يخبره بأن أحد من جنوده عندما ذهب إلى بلده في العراق أمن أهلها ووعدهم بالأمان ، ونحن نخشى في أن تنقض علينا هذه البلدة في أي وقت فما نحن بفاعلين ؟ أجابه أمير المؤمنين أوفو بعهدكم .
وموقف عوف بن مالك رضي الله عنه ، عندما جلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وسبعة معه ، فقال لهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم ألا تبايعون رسول الله ؟ .. فقالوا له : بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك ؟!.. قال على عبادة الله ولا تشركوا به شيئاً فعاهدوا النبي على ذلك وأوفوا بعهدهم هذا .