أخبار

الابتلاءات.. منحة أم محنة؟

عادة سيئة عند الكثير من البشر تدخل في دائرة النفاق.. احذرها

بهذه العبادات .. استعد لعشر ذي الحجة من الآن

علامات الإصابة بأمراض القلب التي تظهر على الأطفال في سن العاشرة

فوائد مذهلة للشاي الأخضر..يحمي من سرطان الكبد

الرزق أنواع.. ستحصل على نصيبك منها جميعها

سورة الإخلاص.. إن أحببتها أحبك الله وأوجب لك الجنة فاجعلها في كل صلواتك

كيف علمت مريم بأنها ستنجب من غير أن يمسسها بشر؟ (الشعراوي يجيب)

رأيت في منامي وصية فهل هي حجة شرعية يجب علي تنفيذها؟

مجربة وحصادها فوري.. فضل ومعجزات لا حول ولا قوة إلا بالله

حدد أسلحتك في معركتك مع الشيطان

بقلم | أنس محمد | الخميس 15 مايو 2025 - 12:52 م

أقسم الشيطان على أن يقعد للإنسان صراط الله المستقيم، ويتترس بكل سبيل ويتسلح بكافة الأسلحة، من أجل غواية هذا الإنسان الضعيف، كما يحشد الشيطان جنودَه وأتباعه من الإنس والجن، للاستِعداد مِن أجْل مهمَّة محدَّدة وهدف واضِح؛ هي إفساد هذا الإنسان وإغوائه وإضلاله.

فكان الشيطان هو سبب خروج آدم عليه السلام من الجنَّة، وإن كان ذلك مكتوبا عند الله عز وجل، فهبط الإنسان من نعيم جنته إلى دار الشَّقاء والابتِلاء.

 ليكون في ذلك العبرة والعظة، بأن يكون الإنسان متيقظا على وجه الدوام، ولا يغفل شر وفخاخ الشيطان، ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 82 - 83].

أساس المعركة


وبدأت المعركة، مع الشيطان، بعدما أحس الشيطان بأنه وحيدا في غوايته ومعصيته لله عز وجل، ولكي يبرر فعلته لله عز وجل بدلا من أن يتوب عنها، تحدى وغوى وأقسم بغواية الناس وغواية هذا المخلوق الذي صنعه الله بيديه وأمره أن يسجد له، فأراد الشيطان أن يثبت ويبرر لنفسه دنو هذا المخلوق رغم ما أمره به الله تعالى : ﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [ص: 76].

وبالتالي أقسم الشيطان على غوايته، والحس على الشرك بالله، والسعي من أجل إضلاله عن الحق وهو الله، فإذا ما أنساك الشيطان وجودَ الله لحظة المعصية يبدَأ في كشف نقط ضَعفِك ليتسلَّل منها، فيُصوِّر المعصية في صورةٍ محبَّبة للنَّفس، فالشيطان لا يهمُّه نوع المعصية، ولكن يهمه حدوثها، فإذا حاوَل إغراءك بمعصيةٍ ما، ولم يجد منك استجابةً، أسرع يُزيِّن لك معصيةً أخرى، فإنْ أغلقت عليه كلَّ منافذ المعصية فإنَّه لا ييئس، بل يُحاوِل أنْ يستغلَّ ضعفَك في أيِّ وقتٍ ليُوقِعك في المعصية، فيتحقَّق له بذلك ما يريد.


وتبدأ معارك الشيطان مع الإنسان، بالاستِيلاء على قلبه، وزرع بذور الشَّهوات والأهواء والملهيات فيه؛ لأنَّه متى سَيْطرَ على القلب فإنَّه يكسب تأييد الجوارح؛ فيفعل بها ما يَشاء؛ لأن الشيطان له مع القلب صولات وجولات، ومن سِياساته التدرُّج حتى يصلَ إلى هدفه، فيضمك إلى حزبه، ويجعلك من جنده ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19].



هذه أسلحة الشيطان فماهو سلاحك؟



1- حب الدنيا والغفلة:




من أكبر أسلحة الشيطان وأقواها تزيين حب الدنيا لأصحابها، والانشِغال بزينتها وزخرفها، والاستِغراق في شَهواتها وإغراءاتها؛ فقال: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20].



وقال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: ((ما الدُّنيا في الآخِرة إلاَّ كما يضَع أحدُكم إصبعه في اليم، فلينظُر بِمَ يرجع))؛ "صحيح مسلم".



لذلك أوصانا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ نتعامَل مع الدنيا تعامُل المفارق لها؛ فقال: ((كنْ في الدُّنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيل))؛ رواه البخاري.



 فإذا تيقَّنت أنَّ الدنيا زائلة، والموت قريبٌ، ويوم القيامة إمَّا جنَّة وإمَّا نار، بالتأكيد لن تجعَل الدنيا أكبر همِّك، ولن تَتكالَب عليها، ولن يَتباغَض الناس ويتَصارَعُوا من أجل حطامها الزائل؛ لأنَّنا سوف نترُك كلَّ شيء فيها.


 2- الغضب:



الغضب من أعظم مَداخِل الشيطان؛ وهو مفتاح الشر كله؛ لذلك عندما جاء رجلٌ إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وقال له: أوصني، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا تغضب))، فردَّد مرارًا قال: ((لا تغضب))؛ رواه البخاري.



بل ووعَد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم مَن يُمسِك غضبَه ببشارةٍ عظيمةٍ؛ فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن كظَم غيظًا وهو قادرٌ على أنْ ينفذه، دَعاه الله عزَّ وجلَّ على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ حتى يُخيره من الحور العين ما يَشاء))؛ رواه أبو داود.



 3- الحقد والحسد:


حذَّرَنا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من الحسد فقال: ((إيَّاكم والحسد؛ فإنَّ الحسد يَأكُل الحسنات كما تأكُل النار الحطَب))؛ رواه أبو داود.



 4- الكبر:




الكبر هو عقل الشيطان ومحركه، وهو سبيل غوايته الأكبر، وهو سبب طرده من رحمة الله، وهو داءٌ مُهلِكٌ حذَّرَنا الله عزَّ وجلَّ منه في آياتٍ كثيرةٍ؛ فقال: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 37].



 قال أيضًا: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 146].



والمتكبِّر مِن أصناف البشَر التي لا يحبُّها الله عزَّ وجلَّ ﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾ [النحل: 23].



بل قد حذَّرنا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من الكبر فقال: ((لا يَدخُل الجنةَ مَن كان في قلبه مِثقال ذَرَّةٍ مِن كِبر))؛ رواه مسلم.



 4- رفض النَّصِيحة؛ ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 206].



 5- حب النفس:




حب النفس والإعجاب بها، من أشدِّ المُهلِكات التي تهلك المرء، فهو يدعو إلى الكبر.



5- النفاق:




النفاق محبطٌ للأعمال، وسببٌ لِمَقْت الله وغضبه؛ فهو مِن الكبائر ، يقول الله عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي: ((أنا أغنى الشُّرَكاء عن الشِّرك، مَن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركتُه وشركه))؛ رواه مسلم.



لذلك يُحذِّرنا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من الرِّياء فيقول: ((إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الشِّرك الأصغر))، قالوا: وما الشِّرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: ((الرِّياء، إنَّ الله - تبارك وتعالى - يقول يوم القيامة يوم يُجازِي العبادَ بأعمالهم: اذهَبُوا إلى الذين كنتُم تُراؤون بأعمالكم في الدنيا، فانظُروا هل تجدون عندهم جَزاءً))؛ رواه أحمد.



6- الشُّح:




فالشيطان يُخوِّف الإنسانَ من الفقر إذا أنفَقَ في سبيل الله، ويُذكِّره دائمًا بأنَّ زوجته وأولادَه أحوَجُ إلى المال، وأنهم أولَى بذلك؛ يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268].



لذلك أَمَرَنا الله عزَّ وجلَّ بالإنفاق في سبيله، وبيَّن لنا ثوابَ ذلك وفضله؛ فقال: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].



 وحذَّرَنا عزَّ وجلَّ من ترك الإنفاق؛ ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾[المنافقون: 10 - 11].



 7- احتِقار الذنوب:





من أعظم مَداخِل الشَّيطان إلى النَّفس أنْ يجعَلَك تستَصغِر ذنوبك، فتألفها وتُداوِم على فعلها؛ معتقدًا أنَّها تافهةٌ صغيرةٌ سوف يَغفِرها الله لك، فتجمع عليك الذنوب فتهلك، أو تُلقِي بك في جهنَّم، فيكون حالك مثل هؤلاء الذين وجَدُوا ما فعَلُوه من الذنوب الصغيرة مُسجَّلاً في كتابهم يوم القيامة؛ فقالوا: ﴿ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].



 لذلك أوصانا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: ((إيَّاكم ومُحقرات الذُّنوب؛ فإنهنَّ يجتَمِعنَ على المرء حتى يُهلِكنه)).



 8- اليأس من رحمة الله:




قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]؟



 هذا هو سلاحك





- المداومة على ذِكرِ الله في كلِّ وقت وحين؛ في العمل، في الشارع، في البيت.



 - قراءة القرآن وتدبُّره .



- ملازمة الاستغفار؛ يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث القدسي: ((إنَّ الشيطان قال: وعزَّتك وجلالك يا رب، لا أبرح أغوي عبادَك ما دامتْ أرواحُهم في أجسادهم، فقال الله عزَّ وجلَّ: وعزَّتي وجلالي لا أزال أَغفِر لهم ما زالوا يستغفروني)).

الكلمات المفتاحية

أسلحة الشيطان معركتك مع الشيطان الإنسان والشيطان ذكر الله

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أقسم الشيطان على أن يقعد للإنسان صراط الله المستقيم، ويتترس بكل سبيل ويتسلح بكافة الأسلحة، من أجل غواية هذا الإنسان الضعيف، كما يحشد الشيطان جنودَه وأ