كثير من الأطفال وربما بعض الشباب لا يحفظ التشهد (التحيات)، فيستبدلها بقراءة الفاتحة، فهل هذا يصح؟.. بدايةً علينا أن نعي تمامًا أنه لا صلاة لمن ينسى الفاتحة، فقد ثبت في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن»، أما فيما يخص التشهد فعلى من لا يحفظها أن يتعلمها من فوره، ولو وصل الأمر إلى أن يقرأها من ورقة أثناء الصلاة حتى يحفظها لأنها من أساس الصلاة أيضًا.
لكن إن كان غير متعلم ويصعب عليه الأمر تمامًا فعليه بتعلم (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، فعن عبد الله بن أبي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئًا فعلمني ما يجزئني منه، قال: قل: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»، قال: يا رسول الله! هذا لله عز وجل فما لي؟ قال: قل: «اللهم ارحمني، وارزقني، وعافني، واهدني»، فلما قام قال هكذا بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما هذا فقد ملأ يده من الخير».
الفاتحة
أما إذا كان الأمر أكثر صعوبة على المرء فهنا يجوز أن يقرأ الفاتحة بدلا من التشهد، لكن عليه أن يحاول مرار حتى يتعلم التشهد مهما كانت صعوبتها عليه، أو قراءة ما تيسر من الأذكار بما يعادل وقت التشهد أو عدد كلمات التحيات، وبهذا تكون صلاته صحيحة بإذن الله، كما يجب على الشخص الأخذ بالأسباب، وعند نفاد جميع محاولاته فقد أجاز له الشرع الاخذ بالأيسر له حتى يتم عبادته، ويكون بهذا على صلة دائمة بالله سبحانه وتعالى، والاخذ بقول الله تعالى فى الآية 78 من سورة الحج: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ».
اقرأ أيضا:
انتبه.. قد تعق أبويك وأنت لا تشعر .. هذه أهم صور بر الوالدينفضل التشهد
أما عن فضل التشهد في الصلاة فحدث ولا حرج، فلها من الأفضال الكثير والكثير، فعن ابن مسعود رضي الله قال : «عَلَّمَنِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَفِّي بين كَفَّيْهِ التَّشَهُّدَ كما يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ من الْقُرْآنِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وهو بين ظَهْرَانَيْنَا فلما قُبِضَ قُلْنَا السَّلَامُ يَعْنِي على النبي صلى الله عليه وسلم».
وعن أبي وائل عن عبد الله قال كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام على الله السلام على فلان فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم «إن الله هو السلام فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإذا قالها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يتخير من المسألة ما شاء».