كشفت دراسة جديدة، أن علاج هرمونيًا يشيع استخدامه لمنع الولادة المبكرة قد لا يكون فعالاً.

وتحدث الولادة المبكرة - بين 20 و 37 أسبوعًا من الحمل -، مما يتسبب في مشكلات صحية للأطفال المبتسرين، لعدم إتاحة الوقت الكافي لتخلق أعضائهم، والحاجة إلى رعاية طبية خاصة حتى تتمكن أعضاؤهم من العمل دون مساعدة خارجية.

ويصف الأطباء، البروجسترون المهبلي لمساعدة النساء الحوامل المعرضات للخطر على تأخير الولادة لأطول فترة ممكنة، ويستخدم لمرة واحدة يوميًا.

لكن الدراسة التي شملت أكثر من 1600 امرأة حامل لديهن تاريخ مع الولادة المبكرة كشفت أن العلاج الهرموني المهبلي لم يكن له أي تأثير على الولادة المبكرة، وفقًا للنتائج المنشورة في دورية "جاما نتوورك أوبن".

فعالية البروجسترون في منع الولادات المبكرة

وخلصت دراسة أجريت بقيادة الدكتور ديفيد نيلسون، رئيس قسم طب الأم والجنين في مركز ساوث وسترن الطبي بجامعة تكساس الأمريكية في عام 2017 إلى أن البروجسترون عن طريق الحقن لم يكن فعالًا في منع الولادات المبكرة، ولكن حتى الآن لم يختبر أحد فعالية هرمون البروجسترون المهبلي.

وبين عامي 2017 و 2019، تلقت 417 امرأة معرضة لخطر الولادة المبكرة هرمون البروجسترون المهبلي من خلال "بارك لاند هيلث"، وهو نظام صحي لشبكة الأمان الحضري يخدمه أطباء جامعة تكساس ساوث وسترن.

اظهار أخبار متعلقة

وقارن الباحثون معدل الولادة المبكرة لدى هؤلاء النساء مع المعدل التاريخي لـ 1251 مريضة مشابهة تم علاجها في المركز ذاته. وأظهرت النتائج، أن حوالي 24 في المائة من النساء اللواتي تناولن البروجسترون المهبلي ولدن قبل 35 أسبوعًا من الحمل، مقارنة بحوالي 17 في المائة في المجموعة الضابطة.

وقال نيلسون إنه على الرغم من هذه النتائج، من المحتمل أن تكون هناك حاجة لدراسات إضافية قبل أن يتخلص الأطباء من هرمون البروجسترون المهبلي كخيار علاجي.

أسباب الولادة المبكرة

وقالت الدكتورة كاثرين سبونج، رئيسة قسم التوليد وأمراض النساء بجامعة تكساس ساوث وسترن: "عندما نبدأ في فهم الأسباب الكامنة المتنوعة للولادة المبكرة بشكل أفضل، نأمل أن نتمكن من تطوير علاجات أكثر استهدافًا وفعالية للمرضى".

يأتي ذلك على النقيض مما توصلت إليه دراسة أجراها باحثون في كلية كينجز لندن البريطانية، ونشرت نتائجها في عام 2017، وهي عبارة عن تحليل لنتائج دراسات سابقة لكشف دور هرمون البروجسترون في الحد من الولادة المبكرة.

ووجد الباحثون أن تناول الحوامل أدوية هرمون البروجسترون مهبليًا، يقلل من معدل الولادة المبكرة التي عادة ما تكون قبل الأسبوع 37 من الحمل.

ووجد الباحثون أيضا أن تناول تلك الأدوية عبر المهبل يقلل من وتيرة المضاعفات التي تحدث للأطفال الخدج، والأطفال الذين يقل وزنهم عند الولادة عن 1500 جرام.

وقال الدكتور كيبروس نيكولايدس أستاذ ورئيس قسم أمراض النساء والتوليد في كلية كينجز لندن البريطانية، إن "العلاج بهرمون البروجسترون المهبلي للحوامل اللاتي يعانين قصر عنق الرحم، يمكن أن يسهم في انخفاض معدل الولادة المبكرة، والمشكلات الصحية التي تترتب عليها عند المواليد".

وتقدر منظمة الصحة العالمية، أن نحو 15 مليون طفل يولدون مبكرًا، ويموت حوالي مليون طفل سنويًا نتيجة مضاعفات الولادة المبكرة، فيما يواجه العديد منهم مشكلات الإعاقة في النمو على المدى الطويل.