أثناء الجلوس للتشهد الأخير في الصلاة، يرفع الكثير من المصلين إصبع الإبهام عاليًا، دون أن يعي كثير منهم الهدف من ذلك، يفعلون ذلك لمجرد أنهم رأوا غيرهم يفعلونها لا أكثر، دون فهم الحاجة لذلك، وهناك آخرون لا يعرفون الوقت المحدد لرفع الإصبع عاليًا أثناء التشهد بالأساس.. فما هي حقيقة الأمر؟.
بدايةً علينا أن نعرف أن تحريك السبابة في التشهد إنما هو سنة، وقيل ترفع السبابة وتخفضها عند نطق لفظ الجلالة "الله"، وقيل: تُرفع السبابة عند قول "أشهد ألا إله إلا الله، وتُخفض عند قول "وأشهد أن محمداً عبده ورسوله"، وعلى كل حال فكلا القولين صحيح مع النظر للسبابة في جميع تحركاتها.
الإشارة بالإصبع في الصلاة
الإشارة بالإصبع في الصلاة سنة متفق عليها لصحة الأحاديث الواردة في ذلك، والحكمة منها دفع الشيطان، لما رواه أحمد عن نافع قال كان عبد الله بن عمر إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه وأشار بأصبعه وأتبعها بصره ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهي أشد على الشيطان من الحديد يعني السبابة، وأما تحريكها باستمرار فإن القائلين بذلك متبعون لما ورد في الحديث الذي رواه أحمد أن وائل بن حجر الحضرمي قال قلت لأنظرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي – وفيه- ثم قبض بين أصابعه فحلق حلقة ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برد فرأيت الناس عليهم الثياب تحرك أيديهم من تحت الثياب من البرد.
وليس معنى ذلك عندهم أن الشيطان لا يدفع ولا يتأذى إلا بتحريكها فليتنبه لذلك، ولكن تحريكها لا يبطل الصلاة لأمرين، الأول أن الذين يفعلون ذلك يرون صحة الحديث الوارد بالتحريك، وما دام الحديث صحيحًا عندهم فلا تكون حركتهم عبثا مبطلا للصلاة، بل تكون من جنس حركات الصلاة كالحركة للركوع والسجود، والثاني، أن حركة الأصبع حركة صغيرة لا تبطل حتى عند القائلين بأن ثلاث حركات متواليات تبطل الصلاة.
اقرأ أيضا:
السؤال الأكثر شيوعًا بين الشباب.. هل الحب حرام؟رأي الفقهاء
وأما فيما يخص رأي الفقهاء، فإن الحنابلة يرون الإشارة بها عند ذكر لفظ الجلالة (الله) والحنفية يرون أنه يشار بها عند قول (لا إله) وضمها عند قول (إلا الله).. والشافعية يرون الإشارة بها عند قول (إلا الله) إلى بقية التشهد دون تحريك لما رواه أحمد والنسائي وأبو داود وغيرهم عن وائل بن حجر رضي الله عنه، أنه قال في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم قعد فافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى، وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها.