الجن من خلق الله، يعيش بيننا وإن كنا لا نراه رؤيا العين، بينما هو يرانا، منه الطيب ومنه المؤذي، قال الله تعالى: «وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ» (الحجر:27)، يعني إبليس، وقد خلقه الله عز وجل قبل خلق أبينا آدم عليه السلام، وسُمي جانًا لأنه يتوارى عن الأعين.
وبما أن الجن أنواع، فعلينا أن نعرف أن أكثرهم أذى يسمى (الجاثوم)، وهو جن مؤذ جدًا، وقد يتعرض أغلبنا لأذاه دون أن يعرف اسمه.. تذكر حينما تكون في بداية النوم، وتجد كأن أمرًا (قيد) أو (كلبش) قدميك ويديك الاثنين، ويكأن أحدًا هجم عليك فجأة وأنت نائمًا، ويجلس على صدرك ويسيطر على كل جسمك، وحينها تشعر كأن جسمك كله (مقيد أو مكلبش)، ولسانك فقط هو الذي يتحرك؟.. أو تشعر أنك تحاول الجري من شخص ما مرعب جدًا، إلا أن قدمك ثقيلة الحركة وغير قادر على الهروب؟.. أو تشعر كأنك تسقط من مكان عالي جدًا، والأمر يتكرر معك بشكل ملحوظ؟.. هذه الأعراض لو تكررت معك فاعلم أن هذا هو الجن الجاثوم.
اقرأ أيضا:
السؤال الأكثر شيوعًا بين الشباب.. هل الحب حرام؟الخناس
الجاثوم هذا إنما هو جن اسمه الخناس، أو الخانق، يتسلط على الإنسان حينما يبدأ في النوم
لذلك قال الله عز وجل فيه: «مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ».
وغالبا يأتي إذا نمت في وقت العصر، أو بعد الفجر، فقد جاء في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا ذكر الله خنس ، وإذا غفل وسوس »، وأما علاجه، فيكون من خلال النوم على وضوء دائمًا، والالتزام بالرقية الشرعية.. و الجاثوم يُعرف أيضًا بأنه (شلل النوم) أو (عفريت النوم) أو (متلازمة الجنية العجوز) أو يعرف أيضًا باسم الرابوص، وهو مرتبط كثيرًا باضطرابات النوم التي يربطها كثير من الناس بالجن والعفاريت، ولا يعرفون هل هى نوع من الجن يجلس على صدر النائم ويجعله غير قادر على الحركة أم أن هناك تفسيرًا علميًا لهذه الحالة.
الكابوس
أيضًا يعرفه أهل الطب بأنه الكابوس، الذي يأتي في المنام، ويسميه بعض الأطباء المعاصرين بشلل النوم، وقد تكلم عنه الأطباء القدامى والمعاصرون، وأرجعوه إلى أسباب عضوية في غالب أحواله، وقد يكون الجاثوم بسبب مس وتسلط من الجن، فيدفع بالأذكار والرقية الشرعية.
أما علاجه فيتمثل في تقوية صلتك بالله تعالى والاجتهاد في تقوية إيمانك من خلال كثرة الطاعات، فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة كما قال تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، مع زيادة الاستغفار، والصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب كما قال عليه الصلاة والسلام: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا»، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: «إذا تكف همك ويغفر ذنبك».