اسمه المسيح الدجال وليس المسيخ الدجال ، وعلى هذا أكثر الرواة . وإن كانت هناك بعض الروايات ذكرت لفظ المسيخ بدلا من المسيح ولكن بعض العلماء أن هذا خطأ من بعض الرواة .

من الثابت أن الدجال مولود بالفعل، وكان موجودا زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ودليل ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما حدث به عن تميم بن أوس الداري -رضي الله عنه- في حديثه الطويل المعروف بحديث الجساسة.

وردت أوصاف كثيرة له في الأحاديث منها ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ) البخاري ، أما عينه اليسرى فورد في المسند عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إن الدجال ممسوح العين اليسرى عليها ظفرة مكتوب بين عينيه كافر ) والظفرة لحمة تنبت عند المآقي، وقيل: جلدة تخرج في العين من الجانب الذي يلي الأنف.

وجاء في وصف الدجال أيضاً أن: ( بين عينيه مكتوب كافر يقرأه كل مسلم ) رواه البخاري . قال الإمام النووي : " الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها، وأنها كتابة حقيقة جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله، ويظهرها الله تعالى لكل مسلم كاتب وغير كاتب، ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته".

وهذا يؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الدجال: "إنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه من كره عمله، أو يقرؤه كل مؤمن". رواه مسلم

قال صلى الله عليه وسلم في وصف الدجال: ( رجل جسيم أحمر، جعد الرأس.. أقرب الناس به شبها بن قطن رجل من خزاعة ) متفق عليه.

ومن صفته أيضاً أن رأسه: ( كأنه أصلة ) رواه أحمد وابن حبان ، والأصلة نوع من الحيات عظيم الرأس قصير الجسم، فشبه رسول الله رأس الدجال بها؛ لعظمه واستدارته .

وجاء في صفته أنه: ( قصير أفحج ) رواه أبو داود وأفحج من الفحج وهو تباعد ما بين الساقين أو الفخذين .

جاء في الحديث أنه سيخرج من جهة المشرق من خراسان من يهودية أصبهان فعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( الدجال يخرج من أرض بالمشرق؛ يقال لها: خراسان )  رواه الترمذي ، وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: ( يخرج الدجال من يهودية أصبهان، معه سبعون ألفاً من اليهود ) رواه أحمد . و"اليهودية" من جملة قرى أصبهان، وأصبهان من خراسان، وانما سميت اليهودية؛ لأنها كانت تختص بسكنى اليهود، وعندما سكنها المسلمون انفرد اليهود بقطعة منها .

هناك أماكن لا يستطيع أن يدخلها ففي حديث طويل والمعروف بحديث الجساسة يخبر النبي عن وصف الدجال كما قال تميم الداري، ثم وصف فيه الدجال نفسه قائلا: ".. إني مخبركم عني: إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحداً منها استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها".

ومن الأماكن التي لا يدخلها أيضا المسجد الأقصى ومسجد الطور لقوله عليه الصلاة والسلام: ( لا يقرب – أي الدجال - أربعة مساجد مسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، ومسجد الأقصى ) قال الهيثمي في المجمع:" رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ".

وبرغم فتنه الشديدة التي  حذر منها الرسول أمته بل الأنبياء قبله أممهم وأن هذه الفتنة يلزم تجنبها لأنها شديدة ويتبدل إيمان الناس فيها لهول ما يرون ..  ومع يلزم للوقاية منها  ما يلي:

-كثرة اللجوء إلى الله تعالى في كل وقت وطلب العون منه من شر هذه الفتنة وأمثالها.  

-كثرة التعوذ من فتنته في كل صلاة ومع كال حال تذكره فيه فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( إذا تشهد أحدكم، فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال ) رواه مسلم .

­- الابتعاد عن الفتنة إن عاصرتها قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات ) رواه أبو داود.

- الاشتغال بالعمل الصالح والطاعة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة ) رواه مسلم .

-ولأن القرآن كلام الله تعالى ففي الدواء من كل داء حتى داء فتنة المسيح فقد أخبرنا رسول الله أن  حفظ العشر الآيات الأولى من سورة الكهف روى مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ) قال الإمام النووي : " سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال ".