الغناء هل هو حرام في المجمل، أم لا؟.
الغناء ليس حرامًا في المجمل، وإنما هناك ما يجوز سماعه، وإن كان هناك ما هو أولى وأهم، فبينما تضيع الوقت في سماع الأغاني، ما المانع أن تستفيد منه في سماع القرآن الكريم، أو قراءته؟.. ومن ثمّ إذا كان الغناء مشتملاً على آلة عزف ولهو (آلة موسيقى)، فهذا الغناء يحرم استماعه من الرجل والمرأة بالإجماع.
وهناك إجماع على تحريم استماع آلات العزف ـ سوى الدف ـ جماعة من العلماء، منهم الإمام القرطبي، وأبو الطيب الطبري، وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي، وابن القيم، وابن حجر الهيتمي، فيما قال الإمام القرطبي: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها.
أنواع الغناء
ويتكون الغناء من شقين: أولاً: الكلمات وهي أيضًا تنقسم إلى قسمين أيضًا، أ/ كلمات هادفة أخلاقية غير خادشة للحياء، وهي بلاشك مباح سماعها.. ب/ كلمات غير هادفة، وغير أخلاقية وخادشة للحياء، وهذه يحرم سماعها.
ثانيًا: المعازف.. وهذه كلها حرام، والدليل على ذلك، حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف».. والمعازف هي الموسيقى.. أما بالنسبة للدندنة التي نغنيها مع أنفسنا ونحن في لحظة أنس وفرفشة، فهي من الغناء المباح طالما خالية من الكلمات البذيئة وخالية من الموسيقى، وأما الضرب بالدف فالصحيح جوازه للنساء في الأعياد والأعراس، شريطة أن يكون الكلام المصاحب له حسن المعنى، غير فاحش، ولا مهيج للغرائز، وأن يكون مقتصراً على النساء.
اقرأ أيضا:
معصية تحبط العمل وتكب الناس في نار جهنم.. تعرف عليها لتحذرهاالمغنون!
أما المغنون الذين يؤدون اللون القبيح من الغناء، وماتوا قبل أن يتوبوا وقبل أن يتبرأوا من حرمة المعازف؟، فقد تعد هذه (سيئة جارية)، لهم إثمها وإثم كل من سمعها، لكن على المؤمن أن يشغل أغلب وقته مع الصلاة والقرآن، لأن هذه اللحظات سيحتاجها جدًا في قبره.
قال تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ . وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ» (لقمان:6، 7).
وقد اشتكى رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل وقال: «وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا» (الفرقان 30).