اتيان العارفين وقراءة الكف والطالع والفنجان والأبراج تعد من المحرمات المؤكدة التي يجب علي كل مسلم الابتعاد عنها جملة وتفصيلا باعتبارها أمرا مخالفا لثوابت العقيدة الإيمان بل أن الله سبحان وتعالي حذر من الوقوع في هذه المخالفات الشرعية التي تفسد العقيدة وفرض عقوبات قاسية علي من يقترفونه كما جاء في حديث النبي صلي الله عليه وسلم من اتي عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاةٌ أربعين ليلة
وهذه القضية هيمنت اليوم علي خطبة الجمعة في المسجد النبوي الشريف التي ألقاها الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ ، إمام وخطيب المسجد النبوي حيث اكد ان اتيان العرافين وقراءة الكف والاستماع إلي المنجمين تعد مخالفات شرعية واضحة قائمة على أكاذيب مختلقة وخزعبلات متنوعة وذلك من علم الكهانة والتنجيم الذي لا حقيقة له في الواقع ولا في الشرع.
وحذر الشيخ الشريف، من إتيان أو سؤال أو تصديق المنجمين والعرافين والكهان الذين يدعون الأخبار بعلم الغيب زوراً وبهتاناً ويعبثون بعقول السذج والأغرار ليأخذوا أموالهم ويفسدوا عقائدهم مشيرا إلي أن كل ذلك مما حرمته النصوص الشرعية والأدلة القطعية روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاةٌ أربعين ليلة " ، قائلاً: احذر أيها المسلم من المجيء إليهم وسؤالهم .
ومضي خطيب المسجد النبوي للقول إن ذلك من المحرمات الأكيدة والآثام القبيحة وكل من يدعي معرفة علم شيء من المغيبات فهو داخل في اسم الكاهن والعراف أو مشارك له في المعنى فيلحق به كما قرره العلماء فعلى المسلم أن يتوكل على ربه وأن يفوض أمره إليه سبحانه وأن يثق بحسن النظر فيما يقدر ويدبره ربه وليصدقه قلبك أيها المؤمن في اعتماده على خالقه في استجلاب المنافع والمصالح ودفع المضار والمكاره قال سبحانه وتعالى ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) .
ولفت آل الشيح إلي ، إن من ثوابت العقيدة الصحيحة الإيمان الجازم واليقين بأنه لا يعلم أحد الغيب إلا الله عز وجل مستشهدا بما قال الله سبحانه وتعالى: " قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ" الآية 65 من سورة النمل، ومن هنا تعلم أيها المؤمن الدجل والكذب الجلي لكل من يدعي شيئاً من علم الغيب من الكهان والمنجمين وأصحاب الأبراج.
وتابع: وقراءة الكف والطالع والفنجان وغير ذلك من الظواهر التي يزعمون دجلاً وكذباً الإخبار بها فيما يقع في المستقبل أو ما هو غائب عن البشر كما هو ظاهر في وسائل الإعلام من نشر شيء مما يسمى بعلم الأبراج والنجوم ونحوه مما هو قائم على أكاذيب مختلقة وخزعبلات متنوعة وذلك من علم الكهانة والتنجيم الذي لا حقيقة له في الواقع ولا في الشرع .
وأوضح أن علماء الشريعة قد أجمعوا على تحريم مثل ذلك وتعاطيه والسماع له فضلاً عن تصديقه والاعتراف به قال صلى الله عليه وسلم " من اقتبس شعبة " وفي رواية " علماً من النجوم اقتبس شعبةً من السحر زاد ما زاد " وفي رواية في الصحيحين في الحديث القدسي من قاَل " مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " .
ومضي خطيب المسجد النبوي للقول : فلما أراد أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه السير لقتال الخوارج اتفق المنجمون أن علياً وجيشه سيهزم لأنه خرج والقمر في العقرب فقال رضي الله عنه بل نسافر ثقة بالله وتوكلاً على الله وتكذيباً لقول المنجمين فسافر رضي الله عنه بجيشه وأيده الله بالنصر والظفر وفي معركة عمورية أجمع المنجمون على أن الخليفة المعتصم لن ينتصر فخالفهم وكذبهم وتوكل على الله وكان النصر متحققاً للمسلمين حتى قال أبو تمام : السيف أصدق أنباء من الكتب … في حده الحد بين الجد واللعب .
ولفت آل الشيخ إلي أن أهل العلم قالوا لو سمعنا قضايا المنجمين الكاذبة لقام منها عدة أسفار أي كتب كثيرة ورواية عديدة ولا يكاد يعرف أحد تعلق بمثل هذه الترهات فما يأتيه ويذره إلا نكب أقبح نكبة مقابلة له بنقيض قصده فمن اطمأن إلى غير الله سبحانه أو وثق بسواه أو ركن إلى مخلوق يدبره أجرى الله له بسببه أو من جهته خلاف ما علق به كما في الحديث " من تعلق شيئاً وكل إليه " .
اقرأ أيضا:
السؤال الأكثر شيوعًا بين الشباب.. هل الحب حرام؟وأفاد بأنه قد بين الإسلام العلم الحقيقي للنجوم بأنها زينة للسماء وعلامات يهتدى بها لمعرفة الاتجاهات ومواسم الزروع ومواسم الفصول السنوية ونحوها أما غير ذلك من أفكار منحرفة تحاول ربط الناس بغير خالقهم مالك الكون المتفرد بتدبير المخلوقات وتصريف الكائنات فذلك زيغ عن الدين الصحيح والعقيدة السليمة.
ونبه إلى أن تلك العلوم الزائفة والأخبار التي يتعلق بها بعض السذج مما يوقع الناس في الأوهام الزائفة والاعتقادات الجاهلية التي لا تبنى على أساس علمي ولا دليل شرعي ولهذا من الكفر الصريح والمحادة للدليل الصحيح الاعتقاد بما يسمى بعلم التأثير بمعنى اعتقاد أن النجوم مؤثرة فاعلة تخلق الحوادث من حروب وشرور فهذا شرك أكبر مخرج عن الملة .
واطلق خطيب الحرم اليوم تحذيرا من هذه السلوكيات غير الشرعية قائلا : أيها المسلم لا تقع في هذه المخالفة كون المجيء إليهم وسؤالهم من المحرمات الأكيدة والآثام القبيحة وكل من يدعي معرفة علم شيء من المغيبات فهو داخل في اسم الكاهن والعراف أو مشارك له في المعنى فيلحق به كما قرره العلماء فعلى المسلم أن يتوكل على ربه وأن يفوض أمره إليه سبحانه وأن يثق بحسن النظر فيما يقدر ويدبره ربه وليصدقه قلبك أيها المؤمن في اعتماده على خالقه في استجلاب المنافع والمصالح ودفع المضار والمكاره قال سبحانه وتعالى ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ