كثيرًا ما نشاهد في داخل المسجد، خصوصًا أثناء صلاة الجمعة، بعض الشباب يرتدي قميصًا "تشيرت" قصيرً، ومن ثمّ قد يؤدي أثناء الجلوس إلى ظهور عورته حين ينحني إلى الأمام قليلاً، وهو بالتأكيد لا يدري، لكن عورته تظل واضحة طوال الخطبة، فهل إذا انكشفت عورة المصلي في الصلاة تجوز صلاته؟.
هناك عدة أحوال لهذا الأمر، الحال الأولى: إذا كان عمدًا بطلت صلاته قليلاً كان أو كثيرًا، طال الزمن أو قصر.. والحال الثانية: إذا كان غير عمد وكان يسيرًا فالصلاة لا تبطل.. والحال الثالثة: إذا كان غير عمد وكان فاحشًا لكن الزمن قليل كما لو هبت الريح وهو راكع وانكشف الثوب ولكن في الحال أعاده فالصحيح أن الصلاة لا تبطل لأنه ستره عن قرب، ولم يتعمد الكشف، وقد قال الله تعالى: «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم».. أما لحال الرابعة: إذا كان غير عمد وكان فاحشًا وكال الزمن بأن لم يعلم إلا في آخر صلاته، لأن ستر العورة شرط من شروط الصلاة والغالب عليه أنه مفرط، والله أعلم.
رأي الأئمة
أما فيما آراء الأئمة في هذا الأمر، فقد أوضح الحنابلة أنه لا يضر انكشاف يسير من العورة بلا قصد، ولو كان زمن الانكشاف طويلا، وكذا لا تبطل الصلاة إن انكشف من العورة شيء كثير في زمن قصير، وتبطل لو فحش وطال الزمن، ولو بلا قصد.
فيما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ـ شرح العمدة: يعفى عن يسير العورة قدرا أو زمانا، فلو انكشف منها يسير ـ وهو ما لا يفحش في النظر ـ في جميع الصلاة، أو كشفت الريح عورته فأعادها بسرعة، أو انحل مئزره فربطه، لم تبطل صلاته وسواء في ذلك العورة المغلظة والمخففة.
ويرى بعض العلماء أن ما تعاد له الصلاة أبدًا هو انكشاف العورة المغلظة فقط، وغيره تندب له الإعادة في الوقت فإن فات الوقت، فلا يعيد، وقد جعل البعض، العانة من المخففة ومثلها الفخذان وما تحت السرة، وعليه فالمسألة فيها خلاف كبير حول حد العورة وما يعاد له مطلقًا وما لا يعاد له.
اقرأ أيضا:
السؤال الأكثر شيوعًا بين الشباب.. هل الحب حرام؟متى تبطل؟
وبالتالي تبطل الصلاة عند الكشف عن غير قصد إذا تحقق أمران: الأول أن يكون المنكشف كثيرًا أو فاحشًا في العُرف، والثاني أن يطول الزمن.
وعلى ذلك فلو مثلا - علمت امرأة ما بتمزق ثوبها وظهور شيء من عورتها وصلت بعد ذلك ركعة كاملة فقد طال الزمن، فينظر فإن كان الذي ظهر شيئا يسيرا عرفا، فلا تبطل صلاتها، وإلا بطلت ووجبت عليها الإعادة -، ولكن الأولى لها إعادتها على كل حال، احتياطا وخروجا من خلاف الشافعية والمالكية، وكذا الحنفية لو كان المنكشف قدر ربع العضو، ويُستدل على ذلك بما روي أن عمرو بن سلمة، كان يصلي بأصحابه، وهو صغير السن، فكان إذا سجد انكشف شيء يسير، ولم يعد الصلاة، وكان هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فدل على أنه إذا انكشف شيء من العورة وهو يسير ، ولم يتعمده فصلاته صحيحة.