خلق الله الإنسان وكرمه وبين له سبل الهدى وسبل الضلال ليس فقط بل وضح له المآلات فمن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها.
عدم المغالاة فى العبادة:
وهذا البيان الربانى للمسلم يقتضي ألا يحيد العبد عن منهج الله ويظل عن مراد ربه متبعا لتعاليم الإنسان السمحة ولهذا رد النبي من تزيد فى العبادة وغالى فيها ففى الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
القلب محل نظر الله للعبد:
الله تعالى ينظر لقلب العبد ويحاسبه على نيته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ"رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ"متفق عليه.
البعد عن الشهوات طريق النجاة:
ولقد أباحت الشريعة التمتع بشهوات الدنيا من أوجه الحلال الطيب؛ فالمال يربحه العبد من حلال ويضعه في حلال، ويتزوج ما طاب من النساء مثنى وثلاث ورباع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "حُبب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة"رواه أحمد والنسائي.