أخبار

احرص على هذه العبادات .. تسعد في دنياك وأخرتك

ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيم

الصلاة على رسولنا المصطفى يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها

فضائل التبكير إلى صلاة الجمعة.. أعظمها رقم (6)

أفضل ما تدعو به وأنت ذاهب لصلاة الجمعة

احرص على هذا الأمر في صلاة الجمعة يقربك من الجنة!

فضل اغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط .. هل هذا صحيح؟

سنن وآداب وأدعية يوم الجمعة

للحصول على نوم جيد.. كل ولا تأكل (نصائح لا تفوتك)

"الصحة العالمية" تحذر من تفشي أنفلونزا الطيور: سيؤدي إلى وفيات أكثر من كوفيد

غرس القيم.. هكذا كان يفعل المسلمون الأوائل فأين نحن منهم؟

بقلم | عمر نبيل | الاثنين 28 نوفمبر 2022 - 11:40 ص

غرس القيم الأخلاقية، مثل: الصدق، والأمانة، والوفاء، والعدل، والإحسان والرحمة، والعفاف، والشجاعة، والسخاء، والعزة والتواضع، والحياء، أمور تبدو في ظاهرها سهلة، ولكنها في الواقع ليست كذلك فهي مهمة مليئة بالتحديات والصعوبات حتى نخلق جيلا إيجابيًا سويًا، ولن يتحقق ذلك ما لم يكن يعي كل أفراد المجتمع أهمية هذه القيم بالتطبيق وليس بالكلام.

 

ولاشك أن الإسلام مليء بالأمثلة الرائعة التي يجب الاعتماد عليها لنتمثل بها، والله سبحانه وتعالى يصف عباده المؤمنين بهذه الصفات بالأساس، ويقول عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِ‌ضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُ‌وجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ‌ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَ‌اءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَ‌اعُونَ} [المؤمنون:1-8].

 

ومن ثم فأن أعظم القِيَم وأساسُها الإيمان بالله تعالى، منهُ تنشأ، وبه تقوَى، وحين يتمكَّن الإيمان في القلبِ يجعل المسلِم يسمو فيتطلَّع إلى قيَمٍ عُليا، وهذا ما حدَث لسحرة فرعون؛ فإنهم كانوا يسخِّرون إمكاناتهم وخِبراتهم لأغراضٍ دنيئة: قال تعالى: "وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ" [الأعراف:113]، فلما أكرمهم الله بالإيمانِ انقَلَبت موازينُهم وسمَت قيمهم، هدّدَهم فرعون فأجابوا بقولهم: "قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا" [طه:72].

 

فما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته؛ لتستقيم أمورنا، وتصلح أحوالنا، وتضبط تصرفاتنا، ويحسن إسلامنا، ويكتمل إيماننا، فلا ينفع إيمان، أو يقبل عمل، أو ترفع عبادة بدون أخلاق تحكم السلوك وتوجه التصرفات، وقد مدح الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم الذي اختاره واصطفاه بقوله سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]، ولا يمدح الله نبيه صلى الله عليه وسلم بشيء إلا وله مكانة عظيمة عنده تعالى، ووصف الله عز وجل عباده بقوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68)} [الفرقان:63-68].

 

القيم الإسلامية هي الكفيلة وحدها فقط بإخراج الإنسان المعاصر من الأزمة الأخلاقية الفظيعة التي يعيش فيها، وذلك من خلال قيم التسامح والتضامن والتكافل والتعاون على البر والتقوى؛ كقيم خلقية متأصلة بالأساس في عاداتنا وتقاليدنا وتربيتنا.

 

ولما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أفضل إيمانًا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أحسنهم أخلاقًا»، وقد سمى الله الإيمان برًا، فقال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة:177].

 

والبر اسم جامع لأنواع الخير من الأخلاق والأقوال والأفعال، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «البر حسن الخلق»، ويظهر الأمر بجلاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان».

 

ويقول الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت       فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 

ويقول ابن خلدون: «إذا تأذن الله بانقراض الملك من أمة حملهم على ارتكاب المذمومات، وانتحال الرذائل، وسلوك طريقها، فتفقد الفضائل السياسية منهم جملة، ولا تزال في انتقاص إلى أن يخرج الملك من أيديهم، ويتبدّل به سواهم، ليكون نعيًا عليهم في سلب ما كان الله قد أتاهم من الملك، وجعل في أيديهم من الخير، {وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيرًا} [الإسراء:16]».

 

في معركة اليرموك أرسل أحد قادة جيش الروم، واسمه القُبُقلار، رجلًا من قضاعة يقال له ابن هزارف، فقال له: ادخل في هؤلاء القوم، يعني المسلمين، فأقم فيهم يومًا وليلة ثم ائتني بخبرهم، فدخل ابن هزارف في جيش المسلمين، فأقام فيهم يومًا وليلة، ثم رجع إلى قائد الروم، فقال له القائد: ما وراءك؟ قال: بالليل رهبان، وبالنهار فرسان، ولو سرق فيهم ابن ملكهم قطعوا يده، ولو زنى رجم لإقامة الحق فيهم، فقال القائد: لئن كنت صدقتني لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها، ولوددت أن حظي من الله أن يخلي بيني وبينهم، فلا ينصرني عليهم، ولا ينصرهم عليّ، قال: ثم تزاحف الناس، فاقتتلوا، فلما رأى القبقلار ما رأى من قتال المسلمين قال للروم: لفوا رأسي بثوب، قالوا له: لم؟ قال: يوم البئيس، لا أحب أن أراه! ما رأيت في الدنيا يومًا أشد من هذا! قال: فاحتز المسلمون رأسه، وإنه لملفف.

 

بل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، خليفة المسلمين، يستشعر أهمية الأخلاق في حياة المسلمين، ولو كانوا في حرب مع عدوهم، لأهميتها وأثرها وارتباطها بالجزاء والحساب، فقد أوصى أسامة بن زيد حين بعثه قائدًا لجيش إلى الشام: «لا تقتلوا طفلًا صغيرًا، ولا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلًا وتحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له»).

 

فأصحابُ القيَم يؤدّون أعمَالهم بفعاليّة وإتقان، وسوء سلوكِ القائمين على العمَل راجعٌ إلى افتقادهم لقِيَم الإيمان والإخلاصِ والشعور بالواجِب والمسؤوليّة.

 

القيَم تجعل للإنسانِ قيمةً ومنزلة، ولحياته طعمًا، وتزداد ثقةُ الناسِ به، قال تعالى: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا [الأنعام:132]، وقال تعالى: أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ [ص:28].

 

عندما تنشأُ القيَم مع الفردِ مِن إيمانِه وعقيدتِه وخشيته لله ينمو مع نموِّ جسده فكرٌ نقيّ وخلق قويم وسلوكٌ سويّ، وتغدو القيَم ثابتةً في نفسه، راسخةً في فؤاده، لا تتبدّل بتبدُّل المصالح والأهواء كما هو في المجتمعاتِ المادّيّة، ويصغُر ما عداها من القيَم الأرضية الدنيويّة، قال تعالى: وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ [المؤمنون:71].

اقرأ أيضا:

ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيم

الكلمات المفتاحية

غرس القيم كيف كانت أخلاق السابقين حين الخلق

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled غرس القيم الأخلاقية، مثل: الصدق، والأمانة، والوفاء، والعدل، والإحسان والرحمة، والعفاف، والشجاعة، والسخاء، والعزة والتواضع، والحياء، أمور تبدو في ظاهره