أخبار

أستغفر ولا أقلع عن المعصية.. هل هناك دعاء يساعدني على التوبة؟

خطيب أختي تجاوز معها جنسيًا وفسخت الخطوبة لكنها حزينة.. ما الحل؟

هذا وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها.. أسرار وانوار وفضائل وبركات

إذا أردت الخلوة بربك تناجيه وتشكو له حالك وتطهر نفسك وتهذبها فعليك بهذه العبادة.. قيام الليل

اجعل الساعتين لله.. هذا هو المقصود الحقيقي من "ساعة وساعة"!

سنة نبوية مهجورة .. داوم عليها بعد تلاوة القرآن يجزل الله لك العطاء الوفير

"العظماء الخمسة".. قرّاء أبدعوا في تلاوة القرآن وأعجزوا مَن بَعدَهُم

قانون قرآني يحارب شح الإنفاق ويزيد من رصيد مالك (الشعراوي)

"لقمان الحكيم" يخلّص سيده من رهان بهذه الحيلة

هل يجوز لي الاستمتاع بزوجتي أثناء الحيض؟

وصايا من ذهب.. لمن ينشد النصر إليك الطريق.. فاتبعه

بقلم | فريق التحرير | الجمعة 19 مايو 2023 - 09:23 ص

يعاني المُسلمون في الوقت الراهِن أنواعًا من التحديات والفتن والمحن المتنوعة، والعُقلاء يتطلَّعون إلى رُؤية مُستقبليَّة تُنقِذُ الأمةَ مما هي فيه، وقد أدلَى المُثقَّفون، برُؤيتهم، والساسَةُ بحُلولهم، والكُتَّابُ بنظراتهم.

تعدَّدت التحليلات للأسباب، وتنوَّعَت النظراتُ للمخارِج والحُلول، وقد آنَ الأوانُ للأمة جميعًا شعوبًا وأفرادًا وحُكَّامًا ومحكومين، أن يستيقِظوا من سُباتهم، وأن يعُودُوا لمصدر قوَّتهم، وأساس صلاحِهم، وأصلِ صلاحِهم، بعدما جرَّبوا حِزمًا من التجارب المُعتمِدة على السياسة البشريَّة والأفكار المُستورَدة، والتي لم تجُرّ إلا خِزيًا وذُلاًّ وهوانًا وضعفًا، وتأخُّرًا ودمارًا وتفرُّقًا وتشرذُمًا.

الحلول الناجحة

لقد آنَ للمُسلمين أن يعُودُوا لمصدر عزِّهم، ومُعتمَد رُقيِّهم. آنَ لهم أن يستَجلُوا الحُلولَ الناجِحة لما حلَّ بهم، من مُنطلَقَات ثوابِت دينِهم، ومُرتكَزات عقيدتِهم.
إن الأمةَ لن تجِد الحُلولَ الناجِحةَ لأدوائِها، والمخارِج لأزماتِها ومُشكِلاتها إلا من فهمٍ صحيحٍ من كتاب الله – جل وعلا -، وسُنَّة نبيِّه محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -.

فعلى المسلمين أن يستعموا لوصية عظيمة صدرَت من مُعلِّم البشريَّة، وسيِّد الخليقة نبيِّنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، وهو يُوجِّهُ للأمة وثيقةً خالدة تصلُح بها حياتها، وتسعَد بها مُجتمعاتُها، وتزدهِرُ بتحقيقِها بُلدانُها. وصيَّةٌ يجبُ أن تكون نصبَ أعيُننا، وأن يكون تطبيقُها حاكِمَ تصرُّفاتنا، ومُوجِّه تحرُّكاتِنا، ومُصحِّح إراداتنا وتوجُّهاتنا.. وصيَّةٌ لا تنظرُ لتغليبِ مصلحةٍ قوميَّة، ولا تنطلِقُ من نَزعةٍ عِرقيَّة، أو نظرةٍ آنيَّة. وصيَّةٌ صدرَت ممن لا ينطِقُ عن الهوَى، إن هو إلا وحيٌ يُوحَى. وثيقةٌ مُحمديَّةٌ، ووصيَّةٌ نورانيَّةٌ تنهَضُ بالأمة للحياة المُزدهِرة المُثمِرة بالخير والعزَّة والصلاح والقوة والرُّقِيِّ والتقدُّم والاجتماع والوِئام، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24].

نعم، حياةٌ وإحياءٌ شاملٌ للفرد والجماعة والنفوس. حياةٌ تُبنى على قوة الإيمان التي لا غِنى عنها في مُواجهة الأزمات، إحياءٌ يسيرُ بالأمة إلى النهضَة بأشمل وأدقِّ معانيها، وأخصِّ صُورها، مما يُحقِّق السعادة ومُعايشَة الأمن والسلام والخير والازدِهار والرُّقيِّ، في جميع مجالات الحياة.

اقرأ أيضا:

هذا وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها.. أسرار وانوار وفضائل وبركات

وصايا عظيمة

فمما لاشك فيه أن العزَّة للمُسلمين في تحقيق هذه الوصية، والمجدَ في تنفيذ بنودِها مرهُون؛ قال الله – جل وعلا -: (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف: 35].

الأفرادُ بدون تحقيق هذه الوصيَّة في ضياع، والمُجتمعات في البُعد عن مضامِينها إلى خرابٍ ودمار. وصيَّةٌ تربط المُسلم بالأصل مع اتصاله بمُنتجَات العصر. وثيقةٌ من محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، تحقيقُها هو الضامِنُ الأوحَد للتحديَّات التي تُواجِهُ الأمةَ الإسلاميَّة، وتستهدِفُ قِيَمَها ومُقدَّراتها وخصائِصَها.. قال عُمرُ – رضي الله عنه -: “إنما سبقتُم الناسَ بنُصرة هذا الدين”.

وحينئذٍ لنستمِع إلى تلك الوصيَّة العظيمة، والوثيقة الخالِدة، سماعَ استِجابةٍ وتحقيق، واستِماع امتِثالٍ وانقِيادٍ بكل صِدقٍ وإخلاص.

قال ابن عباسٍ – رضي الله عنهما -: كنتُ خلفَ النبي – صلى الله عليه وسلم – يومًا، فقال لي: «يا غُلام! إني أُعلِّمُك كلماتٍ: احفَظ الله يحفَظك، احفَظ الله تجِده تُجاهَك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله، واعلَم أن الأمة لو اجتمَعَت على أن ينفعُوك بشيءٍ لم ينفعُوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله لك، وإن اجتمَعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لن يضُرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله عليك، رُفِعت الأقلام، وجفَّت الصُّحُف»؛ رواه الترمذي.

وفي رواية غير الترمذي: «احفَظ الله تجِده تُجاهَك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرِفك في الشدَّة، واعلَم أن ما أخطَأك لم يكُن ليُصيبَك، وأن ما أصابَك لم يكُن ليُخطِئَك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأن مع العُسر يُسرًا».

قال بعضُ أهل العلم: "هذا الحديثُ يتضمُّن وصايا عظيمة، وقواعد من أهم أمور الدين".
حتى قال بعضُهم: “تدبَّرتُ هذا الحديث فأدهَشَني وكِدتُ أن أطيش”.
فوا أسفَا من الجهل بهذا الحديث، وقلَّة التفهُّم لمعناه!

ومن ثم فإن حِفظ الله – جل وعلا – هو حِفظُ حدوده، والالتِزامُ بحقوقه، والوقوف عند أوامِره بالامتِثال، وعند مناهِيه بالاجتِناب، (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) [ق: 32، 33].

حِفظٌ يمنعُ الجوارِح من الزَّلَل، والحواسَّ عن الخلل؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: «من يضمنُ لي ما بين لَحيَيه وما بين رِجلَيه أضمنُ له الجنة»؛ رواه البخاري.
حِفظٌ يضبِطُ الشهوات أن تميلَ بالمُجتمعات والأفراد إلى الضلال، أو أن تجنحَ بهم عن مبادئِ القيمِ وكريمِ الخِلال، (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].

حِفظٌ يتضمَّنُ قيامَ الحاكم والمحكوم بما أوجبَه الله عليهم من رِعاية الحقوق، وأداء الأمانة، والوفاء بالعَهد.

حِفظٌ يتضمَّنُ لُزومَ تطبيق الناس للإسلام تطبيقًا شامِلاً لمجالات الحياة، دون هَوادَةٍ أو تأويلٍ أو هوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208].

اقرأ أيضا:

إذا أردت الخلوة بربك تناجيه وتشكو له حالك وتطهر نفسك وتهذبها فعليك بهذه العبادة.. قيام الليل

حِفظَ الله


فمن حقَّق حِفظَ الله بالمعنى المتقدم تحقَّق له حفظُ الله ورعايتُه وعنايتُه، حِفظًا يشملُ دينه ودُنياه في جميع أقواله في حياته وبعد مماته.
حِفظٌ يُحقِّقُ له المصالحَ المُتعدِّدة بأنواعها، ويدفعُ عنه الأضرارَ والأخطارَ بشتَّى أشكالها، وقد أكَّد النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – ذلك المعنى في هذه الوصيَّة بقوله: «احفَظ الله تجِده تُجاهَك».

فمن حفِظَ حدودَ الله ورعَى حقوقَه أحاطَه الله بحِفظه، ومنَّ عليه بتوفيقِه وتسدِيده، وعادَ عليه بتأييده وإعانته، من الجماعات أو الأفراد، (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 128].

قال قتادةُ: “من يتَقِ الله يكُن معه، ومن يكُن الله معه فمعه الفئةُ التي لا تُغلَب، والحارِسُ الذي لا ينام، والهادِي الذي لا يضِلّ”.

وكتبَ بعضُ السلَف إلى أخٍ له: “أما بعد: فإن كان الله معك، فمن تخاف؟ وإن كان عليك، فمن ترجُو؟”.

وهكذا ينبغي أن يكون لِسانُ حال المُجتمعات: إن كان الله معنا، فمن نخاف؟ وإن كان الله علينا، فمن نرجُو؟
إذن يجبُ علينا أن نتدبَّر قولَه – جل وعلا -: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) [الذاريات: 50].
فِرُّوا إلى الله – جل وعلا – بطاعته، ولُزوم سُنَّة نبيِّه – صلى الله عليه وسلم -.

إن الأمةَ على كل مستوياتها وتنوُّع مكانتها، متى حفِظَت شرعَ الله، واستسلَمَت لأمره في كل شأنٍ، وتخلَّصَت من أهواء النفوس وشهوات القلوب، وكانت أحوالُها السياسيةُ والاقتصاديةُ والاجتماعيةُ وغيرها، على مُقتضَى منهج الله – عز شأنُه -، وسُنَّة نبيِّه – صلى الله عليه وسلم -، متى جعلَت الإسلام الصافي منهجًا كاملاً لحياتها، في كل أطوارها ومراحِلِها، وفي جميع علاقاتها وارتِباطاتها، وفي كل حركاتها وسكَناتها.. حينئذٍ يتحقَّق للأفراد، ويحصُلُ للمُجتمعات حِفظُ الله من كل المكارِه والمشاقِّ والأزمات والمِحَن التي تُعاني منها، ويحصُلُ لها عندئذٍ الأمنُ والاستِقرار، والعزُّ والانتِصار، ألم يقُل الله – جل وعلا – ووعدُه حقٌّ -: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].

إن الأمةَ متى قادَت نفسَها بشرع الله – جل وعلا -، وسُنَّة رسولِه – صلى الله عليه وسلم -، وسادَ ذلك توجُّهاتِها، وقادَ حركاتها حصل لها الأمنُ بكل مُقوِّماته، وشتَّى صوره؛ سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، لكن أين المُتدبِّرون، وأين هم المُتعقِّلون، وأين هم القارِئون لتاريخ أمة محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – في القرون الماضِية.

طاعة الله ورسوله


إن الأمةَ متى وقع بها البلاءُ وقاسَت الابتلاء، وخافَت فطلبَت الأمن، وذلَّت فطلبَت العزَّة، وتخلَّفَت فطلبَت الاستخلاف والاستقرار، كما هي حالُها الآن؛ فلن تجِد لذلك سبيلاً حتى تقوم بشرط الله – جل وعلا – من القيامِ بحِفظِ الله بطاعته وطاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، والرِّضا التامِ بشريعةِ الإسلام، وتحقيقِ النهجِ المُرتضَى.

حينئذٍ يرتفعُ عنها الفسادُ والانحِدار، يزولُ عنها الخوفُ والقلقُ والاضطرابُ، ولن تقِفَ في طريقِها قوةٌ من قُوَى الأرض جميعًا مهما عظُمَت، وارجِعوا إلى سيرة الخلفاء الراشدين، وسيرة المسلمين في عهد أمثال عُمر بن عبد العزيز – رضي الله عنهم أجمعين -.

فالله – جل وعلا – يقول للأمة في أولها وآخرها: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه: 123، 124].

وذكرَ ابن كثيرٍ – رحمه الله – في أحداثِ سنةِ ثلاثٍ وستين وأربعمائةٍ من الهجرة، قال: “أقبل ملكُ الرومِ في جحافلَ لا تُحصَى كأمثال الجبال، وأعدادٍ عظيمةٍ، وجمْعٍ هائِلٍ، ومن عزمِه أن يجْتَثَّ الإسلامَ وأهلَه، فالتقَى به سلطانُ المسلمين في جيشٍ وهُم قريبٌ من عشرين ألفًا.

وخافَ من كثرةِ المشركين، فأشار عليه الفقيهُ أبو نصرٍ محمدُ بن عبد الملك البخاري بأن يجعلَ وقتَ الواقعةِ يوم الجمعة بعد الزوال، حين يكونُ الخطباءُ يدعُون للمُجاهدين. فلما تواجَهَت الفئتان، نزلَ سُلطانُ المُسلمين عن فرسِه، وسجدَ لله – جل وعلا -، ودعا اللهَ واستنصَرَه، فأنزلَ الله نصرَه على المُسلمين، ومنحَهم أكتافَ المُشركين، وكان نصرًا مُؤزَّرًا”.

وإلا فإذا كانت الأمةُ في نزاعٍ وتفرُّقٍ وتشرذُمٍ، ناهِيكَ عن بُعدهم عن منهج الله، عن تطبيق كتابِ الله، عن السَّير على سيرة سيِّد الأنبياء والمُرسَلين .. فأين النصرُ، وأين الفلاحُ، وأين الفوزُ، وأين الأمنُ؟.. يقول الله – جل وعلا -: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7].

الكلمات المفتاحية

وصايا عظيمة طاعة الله ورسوله طريق النصر

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يعاني المُسلمون في الوقت الراهِن أنواعًا من التحديات والفتن والمحن المتنوعة، والعُقلاء يتطلَّعون إلى رُؤية مُستقبليَّة تُنقِذُ الأمةَ مما هي فيه، وقد