يرتبط العمل عادة بالتعب والشعور بالإرهاق، لكن بالنسبة لقلة قليلة من الناس فهو يرتبط بالشعور بالسعادة، بينما يبحث الغالبية عن كيف يعيشون هذا الشعور، ويصبحون أكثر سعادة في العمل.
البروفيسور كاري كوبر، أستاذ علم النفس والصحة بجامعة مانشستر، الذي قاد مشروعًا بحثيًا تابعًا للحكومة البريطانية حول كيفية تغير الرفاهية والمرونة طوال حياة الشخص كشف عن نصائحه السبع للعثور على السعادة في العمل.
ممارسة التمارين
وقال البروفيسور كوبر إن ممارسة التمارين الرياضية خارج ساعات العمل يمكن أن تكون مفتاح السعادة في أي مكان عمل، لأنها يمكن أن تقلل "شدة الانفعال" وتمنحك "مساحة ذهنية" لحل المشكلات.
وتصف هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، التمارين بأنه "علاج معجزة"، قائلة إنها يمكن أن تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني والسرطان.
وتوصلت الأبحاث إلى أن التمارين تحسن المزاج، لأنها تعزز مستويات هرمونات السعادة - السيروتونين والدوبامين.
وتؤدي التمارين الرياضية أيضًا إلى زيادة معدل ضربات القلب، مما يضخ المزيد من الأكسجين إلى الدماغ. ويعمل ذلك على محاربة القلق والاكتئاب.
ويقترح البروفيسور كوبر المشي من وإلى العمل، لكنه يقول إنه إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فيمكنك النزول من الحافلة مبكرًا، أو أن تمارس التمارين في وقت الغداء، أو قبل بدء العمل، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".
اقرأ أيضا:
أفضل وقت لتناول وجبة الإفطار.. يساعدك على إنقاص الوزن والعيش لفترة أطولالتواصل مع الناس
يقول البروفيسور كوبر إن العلاقات مع الآخرين غالبًا ما تجعل الناس أكثر سعادة، "من المفيد أيضًا التعرف على زملائك. كلما استثمرت في علاقاتك في العمل، كلما وجدت يومك أكثر إمتاعًا".
والعمل كجزء من فريق أو مساعدة الآخرين يمكن أن يعزز الثقتة بالنفس، وفقًا لدراسة نشرت عام 2017 في مجلة "أدوليسسينس". بالإضافة إلى علاقات المكتب، يمكن أن تكون علاقات خارج العمل أيضًا مفتاحًا للشعور بالسعادة، وفقًا للبروفيسور كوبر.
تعلم مهارات جديدة
تظهر الأبحاث أن تعلم مهارة جديدة يمكن أن يحفز الخلايا العصبية في الدماغ، إذ أن تعلم شيء جديد مفيد أيضًا للتقدم الوظيفي ويمكن أن يفتح فرصًا جديدة.
عندما يتم استغلال غالب الوقت في العمل، قد يكون من الصعب العثور على مساحة للقيام بالأشياء التي تستمتع بها، لذا يقول البروفيسور كوبر إنه يجب "التأكد من تخصيص وقت للتواصل الاجتماعي وممارسة الرياضة جنبًا إلى جنب مع الأنشطة التي تجدها ممتعة".
عش اللحظة
إن العيش في اللحظة بدلاً من التركيز على ما كان أو سيحدث يمكن أن يؤدي أيضًا إلى توازن صحي بين العمل والحياة.
يقول البروفيسور كوبر إنه إذا كنت تستمتع بالحاضر، فسوف تقدر الحياة اليومية أكثر. وأضاف أنه ليس عليك التأمل لساعات من أجل البقاء حاضرًا، لكن الأمر يتعلق فقط بالوعي بمحيطك - "المشاهد والأصوات والروائح".
تعرف على الإيجابيات
غالبًا ما يكون من الصعب رؤية الإيجابيات بسبب الإجهاد. لكن البروفيسور كوبر يقول إن رؤية الشخص لنصف الكوب المملوء بدلاً من رؤية نصف الكوب الفارغ قد يساعده على التعرف على الأشياء الجيدة في الحياة.
وأضاف: "اقبل وجود أشياء في العمل أو في الحياة لا يمكنك تغييرها وركز على الأشياء التي تتحكم فيها"، موصيًا بأن تعيش الشعور بالامتنان.
تجنب العادات غير الصحية
يلجأ الكثير من الناس إلى أشياء غير صحية كطريقة للتغلب على التوتر، سواء أكان الكحول أو القهوة أو التدخين، لكن الأبحاث تظهر أن هذه ليست أفضل طريقة للتخلص من التوتر.
لكن هذه الأشياء يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على صحتك، وفقًا لدراسة أجريت عام 2012، نُشرت في مجلة "كافيين ريسيرش"، بحثت في آثار هذه المواد على الصحة والقلق لدى الشباب.
العمل بذكاء وليس لفترة أطول
يمكن أن تتفاقم آثار ساعات العمل الطويلة نتيجة القيام بعمل إضافي في وقت الفراغ. لكن البروفيسور كوبر يوصي بتنظيم العمل، والتركيز على أهم المهام لإنجاز ما هو مطلوب.
ويقول إن التحكم في التوازن بين العمل والحياة الشخصية هو مفتاح الشعور بالسعادة في العمل. ويعد هذا هو الأكثر أهمية بالنظر إلى أن نسبة كبيرة من الأمراض طويلة الأمد مرتبطة بالإجهاد.
ويخلص البروفيسور كوبر إلى أنه يجب عليك إعطاء الأولوية لرفاهيتك ومحاولة تقليل ضغوط العمل حيثما أمكن ذلك.