أخبار

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

مفاجأة حول الاستحمام يوميًا.. ليس له أي فائدة صحية حقيقية!

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

شيخ الأزهر: من يحتج بآية "وَاضْرِبُوهُنَّ" للقول بأن القرآن يؤصّل لضرب المرأة جَاهل

بقلم | فريق التحرير | السبت 01 ابريل 2023 - 05:14 م

القرآن يحرم على الزوج إيذاء زوجته حتى وهو يكرهها

الضرب بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان حرام شرعًا 


قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إن قوله تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}، لا يصلح للاحتجاج به على أن القرآن يؤصل لضرب المرأة، وإن الاحتجاج بها في هذا المقام جهل عريض بلغة القرآن، ودلالات ألفاظها، ومثل المستدل بها على هذه الدعوى الخبيثة مثل من يستدل بحكم الاستثناء والضرورة على حكم القاعدة الثابتة المستقرة.

وأضاف أن أول ما يجب أن نتوقف عنده في تفسير هذه الآية الكريمة هو أنها -حين تفسر على ضوء آيات أخرى ترتبط بها- فإنها لا تقرر حكما عاما للرجال يبيح لهم ضرب النساء، ولا تعطي حقا مطلقا للأزواج في ضرب زوجاتهم، يستعملونه وقت ما يريدون، ويتركونه وقت ما يريدون، أو يقترفونه كلما شعروا بحنق أو غيظ أو غضب في حوار مع زوجاتهم أو نقاش أو جدال، أو أي سبب آخر من الأسباب غير سبب «النشوز».

وتابع الطيب خلال حلقته العاشرة ببرنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، أن ما زعموه -زورا وبهتانا- من أن القرآن يؤصل لضرب المرأة والزوجات.. هي مقولة لا تزال تبعث بين الحين والحين لإثارة الغبار في وجه هذا الدين الحنيف، وكلما دخل مخطط الغرب لتدمير الأسرة مرحلة جديدة من مراحل مشواره الذي دبر له بعناية فائقة وتخطيط محسوب.

حالة نشوز الزوجة


وأشار إلى أن سند هؤلاء المتزيدين والمعترضين فهو: قوله تعالى في سورة النساء، في سياق حالة محددة معينة، هي حالة نشوز الزوجة، وكيفية علاج هذا النشوز وبيان أنواعه وترتيب مراحله.. هذا السند الذي استندوا إليه في تصورهم السقيم لمعاني القرآن الكريم - هو: قوله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا} [النساء: 34].

 وأكد شيخ الأزهر، أن الحكم الشرعي العام في جريمة الضرب هو: حرمة الضرب حين يكون بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان، وحسبي هنا الآن أن أقرر بداية أن ضرب الناس، بغير حق أو مبرر شرعي كاف يستدعيه ويتطلبه حرام وممنوع، ويجب فيه القصاص، إلا إذا عفى المجني عليه طوعًا واختيارًا.

وقال إن هذا ما طبقه -حرفيًا- عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين أمر الشاب المصري أن يضرب ولد عمرو بن العاص، واليه على مصر في ذلك الوقت، وعلى مرأى ومسمع من الناس، بل هو بعينه، ما عزم على تطبيقه على ملك متوج لطم عربيا فقيرا من بني قزازة، لولا هروب الملك بحاشيته من المدينة المنوة بليل.. ومحور الدرس العميق في هذه القصة هو: أن القصاص لم يكن في قتل أو كسر أو خدش، وإنما كان في مجرد «ضرب»، ولولا أن هذا حكم شرعي ثابت لما تمسك به عمر إلى هذا الحد.. فهذا الحكم الذي لا يقبل جدالاً ولا مماحكة هو حجر الزاوية في فهم آية سورة النساء.

وشدد على أن هذا الحكم العام، أمر بالغ الأهمية في فهم آية النساء فهما صحيحا بعيدا عن هذا الخلط السيئ الذي وقع فيه كثيرون عن جهل أو سوء نية للتشويش على القرآن الكريم، ففرق كبير جدًا بين القول بأن القرآن الكريم في هذه الآية يبيح للزوج حق ضرب زوجته كلما رأى ذلك، أو أراده، وبين القول بأنه يبيح للزوج قدرًا معينًا محدودًا من هذا التصرف، يلجأ إليه التجاء المضطر لعلاج أخير ينقذ به أسرته وأطفاله من التدمير والتشريد.

اقرأ أيضا:

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة


حالتا ضرب الزوجة 


وأضاف شيخ الأزهر أن هناك حالتين مختلفتين أشد الاختلاف الأولى: حالة إباحة ضرب الزوج زوجته إباحة مفتوحة، في كل الأحوال والظروف، وكيفما كانت الأسباب والدواعي، وهذه الحالة التي نهى عنها القرآن نهيا صريحًا في قوله: «ولا تضاروهن»، وقوله: «وعاشروهن بالمعروف»، حالة محرمة على الزوج تحريمًا باتًا، وهي الحالة التي يدلس بها الكارهون للقرآن على الناس، ويزعمون لهم أنها المقصود من قوله تعالى: «واضربوهن».

وتابع: "والثانية: حالة إباحة ضرب الزوجة اضطرارًا في حالة معينة وبشروط تكاد تفرغ الضرب من أي شبهة للإيذاء، ومن باب ارتكاب ضرر أخف لمنع ضرر أكبر يهدم الأسرة على رؤوس الجميع".

وأشار إلى أن الحالة الأولى، وهي إباحة الضرب إباحة مفتوحة للزوج يقدم عليه كلما دعته قدرته، ووقتما تدفعه طبيعته القاسية إلى اقترافه، هذه الحالة هي ليست من قوله تعالى: «واضربوهن» لا في قليل ولا كثير.. وأن بين إباحة الضرب إباحة مفتوحة وبين آية «واضربوهن» بعد المشرقين، وأن الاستدلال بالآية على إباحة الضرب مطلقا تدليس وسوء فهم متعمد لتضليل الناس.


 وشدد شيخ الأزهر على أنه لو حاولنا الاستدلال على هذه الحالة من قوله تعالى: «واضربوهن»؛ فإنك -حالتئذ- ستحكم -من حيث تعي أو لا تعي- بأن القرآن متناقض؛ لأنه سيكون كمن يأمر الأزواج بضرب زوجاتهم في آية النساء هذه، بينما يأمرهم بأن يعاشروا زوجاتهم بالمعروف في آيات أخرى كثيرة، وحيتئد يكون الأمر الإلهي أمرًا بالشيء ونقيضه في آن واحد.

وقال إن هذا هو المستحيل بعينه لكل من كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد.. استمع لقوله تعالى في الآيات التالية: -{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَیَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِیهِ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰا} { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } { وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، لتعلم أنه لا يمكن أن تأتي بعد ذلك آية تأمر بضرب النساء. وعلينا أن نتوقف مليا أمام الآية الأولى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرً}.

القرآن يحرم على الزوج إيذاء زوجته


واختتم شيخ الأزهر بأن القرآن يحرم على الزوج إيذاء زوجته حتى وهو يكرهها، بل أنه ليذهب إلى أبعد من ذلك وهو يفتح أبوابًا من الأمل في وجه «الزوج» الذي يعامل زوجته بالمعروف على كره منه – يعده فيها بخير كثير يصبه الله عليه صبًا في عافيته ورزقه وعمله وأجله..

وأردف: "وإذن، فالمتأمل في آيات القرآن الكريم الواردة في شأن النساء، زوجات كن أو غير زوجات، ويتدبرها في إطار منظومة متكاملة، يضع فيها الآية التي ورد فيها الأمر بضرب الزوجة إلى جوار شقيقاتها من الآيات العديدة، ويتأمل ما ورد فيها من الأمر الصريح بأن يعاشر الأزواج زوجاتهم بالمعروف، وأنه «لهن مثل الذي عليهن بالمعروف» ومن تذكير للزوج بأنه وزوجته مخلوقان من نفس واحدة، وأن زوجته سكن له، وأن الزوجات لباس لأزواجهن، وأزواجهن لباس لهن، وأن الله جعل بينهم المودة والرحمة، وأكثر من ذلك ما ورد في منظومة الآيات هذه من النهي عن اعتداء الزوج على زوجته وإلحاق الضرر بها".

وشدد على أن من يتأمل آية «واضربوهن» في ضوء الآيات الأخرى السابقة والتالية لها، لا يمكن أن يتشكك في أن قوله هذا استثناء من قاعدة، وحالة من حالات الاضطرار والضرورات، وارتكاب ضرر أصغر لتجنب ضرر أكبر.

الكلمات المفتاحية

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حالة نشوز الزوجة حالتا ضرب الزوجة حكم ضرب الزوجة ضرب المرأة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إن قوله تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}،