بقلم |
فريق التحرير |
الاحد 08 اكتوبر 2023 - 12:42 ص
تعاني العديد من النساء من تغيرات معرفية أثناء الحمل وبعد الولادة، فيما يشار إليه غالبًا باسم "دماغ الطفل".
وتوصل باحثون إلى أن "دماغ الطفل" يبدأ أثناء الحمل، وليس بعد الولادة، حيث يتم إعادة توصيل دماغها حتى تستجيب بشكل عاجل لجميع احتياجات طفلها.
وفي حين أنه من الصعب فحص تأثير ارتفاع هرمونات الحمل لدى النساء، وجد الباحقون أن خلايا المخ لدى الفئران الحوامل، المتأثرة بهذه الهرمونات تجعلها أكثر اهتمامًا بالأطفال من الطعام أو الجنس الآخر أو التجارب الجديدة.
ومن المثير للاهتمام أن هذا التأثير اختفى بعد حوالي 30 يومًا من الولادة في الفئران، وإذا كان الأمر نفسه صحيحًا بالنسبة للنساء، كما يتوقع الباحثون، فإن هذا يعني أنهن أكثر اهتمامًا بأشخاص آخرين غير أطفالهن بعد حوالي عام من الأمومة.
وهذا هو الوقت الذي قد يرغبون فيه في الاهتمام بشريكهم مرة أخرى، إذا كانوا يريدون إنجاب طفل آخر.
وتساعد الدراسة في تفسير "دماغ الطفل" لدى النساء حيث تكون شديدة الاستجابة لبكاء طفلها واحتياجاته، وليس كما يستخدم المصطلح أحيانًا فيما يتعلق بالنسيان أثناء الأمومة.
الاستروجين والبروجستيرون
وأثبت العلماء أن اثنين من الهرمونات التي تزيد بشكل كبير في النساء الحوامل والفئران - الاستروجين والبروجستيرون من المحتمل أن تجعل الفئران تتصرف بشكل أكثر أمومة في أواخر الحمل.
وعندما تم منع الهرمونات من الوصول إلى خلايا الدماغ باستخدام التحرير الجيني، كانت الفئران الحوامل أقل اهتمامًا بكثير بإبقاء أطفالها معها أو إطعامهم أو إبقائهم دافئين.
ووجد أن الهرمونات تؤثر على جزء من الدماغ يسمى المنطقة أمام البصرية الوسطى (MPOA)، والتي توجد أيضًا عند النساء.
وأظهرت مراقبة الدماغ بعد ذلك أن هذا الجزء من الدماغ كان أكثر نشاطًا عندما تفاعلت الفئران الحوامل مع الفئران الصغيرة مقارنةً بالاستجابة للطعام، أو فأر ذكر، أو شيء لم يروه من قبل أو فأرة أنثى.
وقال الدكتور جوني كول، كبير مؤلفي الدراسة من معهد فرانسيس كريك في لندن: "وجدنا أن التغييرات في الدماغ للاستعداد لرعاية الطفل تبدأ أثناء الحمل - وليس بعد الولادة فقط".
وأضاف، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "ربما يكون هذا هو السبب وراء استعداد الأمهات لرعاية الأطفال، والاستجابة المفرطة لطفل يبكي - وربما إعطاء الأولوية لطفلهن على الآخرين في البداية".
وتابع: "يبدو أن بعض هذه التغييرات التي رأيناها في الدماغ تستمر مدى الحياة."
ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة "ساينس"، أن الفئران التي ليست أمهات غالبا ما تتجاهل الفئران الصغيرة، وهو ما يقول الباحثون إنه يشبه انزعاج غير الوالدين من بكاء الأطفال على متن الطائرات.
لكن الفئران الحوامل كانت أكثر احتمالاً للبقاء في العش مع نسلها، واستعادتهم إذا غادروا، والجلوس فوقهم لإبقائهم دافئين وإطعامهم، مثلما تفعل النساء اللاتي يبقين بالقرب من أطفالهن ويعتنين بهم.
وتم ربط الهرمونات بهذه السلوكيات، بناءً على النتائج عندما تم منعها من الوصول إلى خلايا الدماغ.
سلوك متأصل في الدماغ
ووجد العلماء أيضًا أن الفئران الحوامل استجابت أموميًا لصغار رأتها مرة واحدة فقط، مما يشير إلى أن هذا سلوك متأصل في الدماغ.
وعثر على هرمون الاستروجين لتحفيز نشاط أكثر قوة في مجموعة محددة من خلايا الدماغ في MPOA تسمى الخلايا العصبية المعبرة عن الجالانين - والتي لا يملكها البشر.
وأظهر نشاط الدماغ أن هذه الفئران كانت أكثر نشاطا، عندما تم تقديم فأر صغير للعديد من الفئران الحوامل، مقارنة بشخص بالغ آخر أو طعام أو شيء ما.
وظلت خلايا الدماغ أكثر نشاطًا لمدة 30 يومًا فقط بعد الولادة، لكن تأثيرات هرمون البروجسترون، الذي يبدو أنه يجعل خلايا الدماغ تتواصل بشكل أكبر، لم تختف بالمثل.
ويعتقد الباحثون أن هذه التغييرات من هرمون البروجسترون، والتي تجعل الأطفال مهمين جدًا لأمهاتهم، قد تستمر مدى الحياة.