تبين د مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية العند سلوك يتمكن من الأطفال والمراهقين وأيضا البالغين وذلك لكونه وسيلة يمكن استخدامها أحياناً لفرض الرأي والسيطرة وأن نرغم الآخرين علي تلبية طلباتنا. وجدير بالذكر أيضا أن العند سلوك بنسبة كبيرة جدا سلوك مكتسب. وهذه المعلومة غاية في الأهمية لأن البعض يعتقد أن العند أصله تركيبة جينية في الإنسان ولذلك يصعب تغييره أو تقويمه. ولكن الحقيقة العلمية أثبتت أن العند سلوك يمكن تعديله في أنفسنا وأيضا يمكننا أن نساعد الأبناء علي تعديل هذا السلوك وذلك باتباع بعض الأساليب التربوية القائمة علي الاحترام المتبادل والاحتواء الاستماع الجيد.
وتضيف "عبد الحميد " ان أول خطوة في تعديل سلوك العند عند الأبناء هي إعطاء مساحة آمنة للطفل ليعبر عن رأيه. وكذلك منحه فرصة لمقاومة القوانين في إطار من التوجيه التربوي للسبل المحترمة والإيجابية في التعبير عن الرأي. وبهذا يشعر الطفل بأنه يمكنه التعبير عن رأيه ورفضه أحيانا ولكن بأسلوب مقبول. ويتأكد هذا الشعور عند الطفل عندما يختبر تقبل والديه لآرائه بشكل مبدئي ومحتوين لمشاعره حتي وإن كانوا رافضين لطلب الطفل. ولكن عندما يشعر الطفل بأنه مسموح له التعبير عن الرأي وأن رأيه مسموع، يستطيع أن يهدأ ويبدأ في الاستغناء تدريجيا عن العند لمواجهة التحديات.
وتذكر ان عادة الطفل العنيد الدائم الشجار هو طفل في داخله يشعر بأنه عليه أن يعند ويفرض رأيه بكل السبل المشروعة والغير مشروعة لأنه إن لم يفعل ذلك، فلن يلتفت له أحد. وبهذا يمكننا أن نستنتج بأن الطفل العنيد هو طفل يبحث عن الاهتمام من الأبوين. ولذلك ننصح الوالدين باستمرار علي الإنصات بشكل جيد إلي الأطفال واكتشاف احتياجاتهم النفسية الفريدة وتلبيتها وأيضا قضاء وقت نوعي مع كل من الأبناء علي حدا لأن ذلك يشعرهم بالحب والاهتمام والأمان في حضن الأسرة. الأمر الذي يحميهم من الوقوع في مشكلات سلوكية أو إشكالات اجتماعية مع الأصدقاء في المدرسة والنادي والأخوات في المنزل.