بقلم |
فريق التحرير |
الجمعة 10 نوفمبر 2023 - 03:20 م
حث الإسلام على التواد والتزاور وصلة الأرحام، إلى الحد الذي جعلها من أسباب زيادة الرزق وطول العمر، وذلك لمصداقًا للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يُبسط له له في رزقه، وأن يُنسأ له في أجله"
وأظهرت دراسة أن زيارة العائلة والأصدقاء مرة واحدة على الأقل شهريًا تساعدهم على العيش لفترة أطول.
في المقابل، كان الأشخاص الذين لم يروا أحبائهم مطلقًا أو نادرًا ما يرونهم أكثر عرضة للوفاة بنسبة 39% خلال فترة الدراسة التي استمرت 13 عامًا، حتى لو كانوا يعيشون مع شخص ما.
وقال الخبراء إن الزيارة الشهرية تبدو وكأنها "العتبة" لتقليل المخاطر، وإن الزيارات المتكررة لا تؤدي إلى مزيد من الفوائد.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة جيسون جيل، أستاذ صحة القلب والأوعية الدموية في جامعة جلاسكو: "يبدو أن الخطر يكمن (بين) الأشخاص المنعزلين للغاية، ولا يرون الأصدقاء والعائلة أبدًا أو يرونهم بشكل أقل من مرة واحدة في الشهر".
وأضاف: "إن التأكد من قيامك بزيارة أقاربك الوحيدين والمعزولين هو أمر مفيد للغاية، لأنه يبدو من المهم أن يقوم الأشخاص بالزيارة مرة واحدة على الأقل في الشهر."
وحللت الدراسة، التي نشرت في مجلة "بي إم سي ميديسن"، بيانات من أكثر من 450 ألف شخص بمتوسط عمر 57 عامًا.
الوحدة والعزلة
وتناولت خمسة أمثلة على الوحدة والعزلة، بما في ذلك الشعور بأنه ليس لديك من تثق به، وعدم حضور أي مجموعات اجتماعية أسبوعية، والعيش بمفردك.
وأوضح الخبراء أن الناس سيستفيدون أكثر من وجود مجموعة من أنواع التفاعل الاجتماعي المختلفة.
وقال الدكتور هاميش فوستر، زميل الأبحاث السريرية في الممارسة العامة والرعاية الأولية بجامعة جلاسكو، إن الدراسة لا يمكن أن تفسر لماذا يفيد التفاعل الاجتماعي الصحة.
لكنه أشار إلى أن الأصدقاء والعائلة قد يساعدون الناس في الحصول على الدعم، أو "قد يكون لدى الأشخاص الأكثر عزلة اجتماعيا بعض السلوكيات غير الصحية مثل التدخين، على سبيل المثال".
فوائد التواصل الاجتماعي
وقالت كارولين أبراهامز، مديرة المؤسسة الخيرية في منظمة "إيج يو كيه" المعنية بكبار السن: "هذا بحث جديد مثير للاهتمام للغاية يؤكد مدى فائدة أن يكون لدينا أصدقاء مقربون وأفراد عائلات يزوروننا ويهتمون بنا مع تقدمنا في السن".
وأضافت: "من المرجح أن يتم اكتشاف المشاكل الصحية الناشئة أو غيرها من المشاكل التي يعاني منها كبار السن في هذه الحالة، واتخاذ الإجراءات الإيجابية وفي الوقت المناسب".
وأشارت إلى أنه "من السهل حقًا بالنسبة لنا جميعًا، في أي عمر، أن نتجاهل مشكلة صحية ونؤجل القيام بشيء حيالها، ولكن وجود شخص قريب يمكننا الوثوق به يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا".
وأوضحت أبراهامز، أنه كلما زادت العلاقات الوثيقة بين الناس، زاد احتمال أن يحثهم أحد أفراد أسرته على طلب المساعدة إذا لزم الأمر.
وتابعت: "بالنسبة لبعض كبار السن، فإن عرض مرافقتهم إلى موعد أو على الأقل المساعدة في النقل قد يحدث فرقًا بين متابعة مشكلة صحية بنشاط أو الاستمرار في تجاهلها، حتى يصبحوا في حالة صحية خطيرة".