أظهرت دراسة كبرى، أن تشخيص الإصابة بواحد من 74 مرضًا في العشرينات من العمر قد يحرم الشخص من إنجاب الأطفال.

واستندت النتائج التي نشرت في مجلة طبيعة السلوك البشري، إلى دراسة أجراها باحثون من جامعة هارفارد، وجامعة هلسنكي، ومعهد كارولينسكا في السويد شملت 2.5 مليون شخص من فنلندا والسويد.

ونظر الباحثون في بيانات 1.4 مليون امرأة – ولدن بين عامي 1956 و1973 – و1.1 مليون رجل – ولدوا بين عامي 1956 و1968.

وكان ربع الرجال الذين شملتهم الدراسة والبالغ عددهم 1.1 مليون رجل بدون أطفال مقارنة بنحو 17 في المائة من 1.4 مليون امرأة.

مشكلات الصحة العقلية

وكان تشخيص العيوب الخلقية والاضطرابات الأخرى منذ الولادة، بالإضافة إلى مشكلات الصحة العقلية والاضطرابات التي تؤثر على الجهاز العصبي، مثل مرض التصلب العصبي المتعدد والتهاب المفاصل عند الأطفال، من بين تلك التي لها أقوى التأثيرات على ما إذا كان الشخص سينجب طفلًا في وقت لاحق من الحياة.

ومن بين 74 حالة مرتبطة بعدم الإنجاب، والتي كانت في معظم الحالات غير طوعية، كان أكثر من نصفها عبارة عن اضطرابات سلوكية وإعاقات مثل الفصام، والشلل الدماغي، وإدمان الكحول والمخدرات، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

وتشمل الحالات الأخرى غير العقلية التي ارتبطت أيضًا بزيادة معدلات عدم الإنجاب ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات تخثر الدم، والعدوى المهبلية، واضطراب الدورة الشهرية.

وكانت النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 16 و 20 عامًا عندما تم تشخيص إصابتهن بالسمنة، أكثر عرضة للعقم مقارنة بالنساء اللاتي تم تشخيصهن في مرحلة البلوغ المبكر.

وكان الارتباط أقوى عندما تم تشخيص المرض لأول مرة بين 21 و 25 عامًا.

اختلافات أسباب عدم الإنجاب لدى الرجال والنساء

وتركزت معظم الأبحاث حول أسباب عدم الإنجاب على النساء، لكن الباحثين ركزوا على 71 ألفًا و524 أختًا شقيقة و77 ألفًا و622 أخًا شقيقًا، مما أظهر اختلافات في حالة عدم الإنجاب لديهم، وتحديد الاختلافات بين الجنسين.

وأظهرت النتائج أن القضايا العقلية كانت الأكثر تأثيرًا بين الرجال، فإن القضايا الأيضية والغدد الصماء مثل مرض السكري كان لها تأثير أكبر على معدلات عدم الإنجاب لدى النساء.

ولدى الرجال، كان تأثير الأمراض على عدم الإنجاب أقوى عندما تم تشخيص الأمراض بين سن 26 و30 عاما.

وقالت الدكتورة أندريا جانا، مديرة معهد الطب الجزيئي بفنلندا (FIMM): "من خلال تقييم دور العديد من أمراض الحياة المبكرة في عدم الإنجاب لدى 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء فنلندا والسويد، تمهد هذه الدراسة الطريق لفهم أفضل لمرض عدم الإنجاب. كيف يساهم المرض في العقم غير الطوعي والحاجة إلى تحسين تدخلات الصحة العامة".

وقال الدكتور أوكسينج ليو، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في جامعة هلسنكي: "تؤدي عوامل مختلفة إلى زيادة معدلات عدم الإنجاب في جميع أنحاء العالم، حيث يكون تأجيل الأبوة مساهمًا كبيرًا قد يزيد من خطر العقم غير الطوعي".