العلاج بالروائح يساعد الأشخاص على التعافي من الاكتئاب
بقلم |
فريق التحرير |
الخميس 15 فبراير 2024 - 12:58 م
أظهرت دراسة جديدة، أن العلاج بالروائح قد يكون قادرًا على مساعدة الأشخاص على التعافي من الاكتئاب.
وتساعد الروائح مرضى الاكتئاب على استعادة ذكريات محددة، غالبًا ما تكون إيجابية، بشكل أكثر وضوحًا، وتعد أكثر فعالية من الكلمات في استحضار ذكرى حدث معين، بحسب ما انتهى إليه الباحثون في مجلة "جاما نتوورك أوبن".
وقال الباحثون إن ذلك يمكن أن يساعد الأفراد المصابين بالاكتئاب على التخلص من دورات التفكير السلبية وإعادة توصيل أنماط تفكيرهم.
وقالت الباحثة البارزة كيمبرلي يونج، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة بيتسبرج: "إذا قمنا بتحسين الذاكرة، فيمكننا تحسين حل المشكلات وتنظيم العواطف والمشكلات الوظيفية الأخرى التي يعاني منها الأفراد المصابون بالاكتئاب في كثير من الأحيان".
روائح مألوفة لمعالجة الاكتئاب
وخلال الدراسة، طلب الباحثون من 32 شخصًا بالغًا يعانون من اضطراب اكتئابي كبير أن يتذكروا ذكرى معينة، بغض النظر عما إذا كانت جيدة أو سيئة، أثناء تنفسهم في قوارير زجاجية تحتوي على روائح مألوفة قوية.
وتراوحت الروائح من البرتقال إلى القهوة المطحونة إلى تلميع الأحذية إلى زيت الأوكالبتوس.
وقال الباحثون إن دراسات سابقة وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد أقل قدرة على الاعتماد على ذكريات محددة من حياتهم.
وقد يساهم هذا في الإصابة بالاكتئاب لأن المرضى يكررون أفكارًا تحط من قدر أنفسهم مثل "أنا فاشل" أو "أنا أتشاجر مع أصدقائي كثيرًا"، وفقًا لوكالة "يو بي آي".
وقال الباحثون إنهم غير قادرين على تذكر الأحداث التي قد تثبت خلاف ذلك.
اللوزة الدماغية
ويعتقد يونج، الباحث في علم الأعصاب، أن منطقة الدماغ المعروفة باسم اللوزة الدماغية يمكن استخدامها للمساعدة في كسر هذه الدورة.
وقال الباحثون إن اللوزة الدماغية تتحكم في استجابة "القتال أو الهروب" وتساعد في توجيه الانتباه والتركيز على أحداث معينة.
وفي وقت مبكر من حياتها المهنية، أدركت يونج أن إشراك اللوزة الدماغية يساعد أيضًا في تذكر الذاكرة.
وقال الباحثون، إن الأدلة أظهرت أن الروائح تثير ذكريات تبدو حية وحقيقية لأنها تتفاعل بشكل مباشر مع اللوزة الدماغية.
وقال يونج في بيان صحفي للجامعة: "لقد كان من المفاجئ بالنسبة لي أنه لم يفكر أحد في النظر إلى استرجاع الذاكرة لدى الأفراد المصابين بالاكتئاب باستخدام إشارات الرائحة من قبل".
وأظهرت النتائج أن استرجاع الذاكرة كان أقوى لدى الأفراد المصابين بالاكتئاب الذين تلقوا إشارات رائحة مقارنة بإشارات الكلمات.
وعلى سبيل المثال، كانوا أكثر عرضة لتذكر أحداث معينة، مثل الذهاب إلى مقهى يوم الجمعة، أكثر من الذكريات العامة عن الذهاب إلى مقهى من قبل.
ووجدت الدراسة، أن الذكريات التي حفزتها الروائح كانت أيضًا أكثر حيوية وغامرة وحقيقية.
وأضاف الباحثون أن المشاركين كانوا أكثر عرضة لتذكر الأحداث الإيجابية، على الرغم من عدم إعطائهم أي توجيهات بشأن ما يجب أن يتذكروه.
يخطط الباحثون بعد ذلك لاستخدام ماسح ضوئي للدماغ لإثبات أن الروائح تتفاعل بالفعل مع اللوزة الدماغية، وتقوم بذلك بشكل أفضل من إشارات الكلمات.