يعاني الأطفال من جملة من الأمراض، والتي ينتقل بعضها عن طريق العدوى من آخرين، إلا أنه مع انتشار الكثير من الأمراض- وحتى المعلومات المتضاربة على الإنترنت- قد يكون من الصعب معرفة كيفية علاجها.
وأوضح الدكتور روجر هندرسون، الطبيب العام ببريطانيا، ثمانية أمراض تعد الأكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة، وأفضل طريقة لمكافحة كل منها.
1. انسداد الأنف
يحدث انسداد الأنف عندما تتورم الأنسجة المبطنة له والأوعية الدموية بداخله، إما بسبب أشياء مثل البرد أو التهاب الأنف.
وبصرف النظر عن الالتهابات الفيروسية، فإن التهاب الأنف قد يكون بسبب الالتهابات البكتيرية في الأنف والجيوب الأنفية، أو الحساسية، أو الإفراط في استخدام أدوية مزيلة لاحتقان الأنف.
ما أفضل طريقة للعلاج؟
لا يتطلب انسداد الأنف الخفيف عادة أي علاج محدد. لايتطلب الأمر أُكثر من الانتظار أو الخروج، أو استخدام رذاذ الأنف المزيل للاحتقان الذي لايستلزم وصفة طبية لبضعة أيام.
يجد بعض الأشخاص أيضًا أنه من المفيد استنشاق البخار، أو الأبخرة مثل المنثول والأوكالبتوس، كما أن قطرات أو بخاخات المياه المالحة من الصيدلية قد تساعد أيضًا في إزالة أي مخاط سميك لزج في الأنف.
إذا كان انسداد الأنف ناجمًا عن حمى التهاب الأنف، فقد يساعد تناول أقراص مضادات الهيستامين، أو رذاذ الأنف الستيرويدي.
وإذا أصبحت الأعراض "مزعجة أو مستمرة"، أو كانت ناجمة عن إصابة في الأنف، يجب استشارة الطبيب، وفق ما أوردت صحيفة "ذا صن".
2. التهاب الحلق
يمكن أن يسبب التهاب الحلق، الألم عند البلع، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى الاحمرار ورائحة الفم الكريهة والسعال الخفيف.
وهناك العديد من الأسباب المحتملة، بما فيها التهاب الحنجرة والتهاب اللوزتين والتهاب الحلق العقدي والحمى الغدية.
ما هي أفضل طريقة للعلاج؟
في حوالي ثلث الحالات، لا يمكن العثور على سبب، لكن معظمها غير ضار تمامًا، وعادةً ما يختفي خلال ثلاثة إلى سبعة أيام دون الحاجة إلى علاج طبي.
إذا ظهرت أعراض أخرى غير التهاب الحلق، بما فيها الصوت الأجش والسعال الخفيف والحمى والصداع والشعور بالغثيان والتعب وتورم الغدد في الرقبة، راقبها بعناية.
ويجب طلب العناية الطبية إذا استمرت الأعراض أو كانت شديدة، أو إذا كان هناك تاريخ من مشاكل الحلق الخطيرة السابقة، أو إذا كانت هناك صعوبة في البلع، أو إذا كاغن الشخص يشعر بشكل عام بتوعك شديد.
ينصح الطبيب بالإكثار من شرب السوائل الدافئة، لأن الجفاف الخفيف قد يحدث، خاصة إذا كنت تعاني أيضًا من الحمى، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى تفاقم أعراض الصداع والتعب.
تجنب دخان السجائر لأنه مهيج للحلق، ولا تشارك فرشاة الأسنان أو أدوات الأكل والشرب مع غيرك.
للمساعدة في تخفيف أي ألم أو صداع أو حمى، تناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين. عادةً ما يكون الباراسيتامول هو الخيار الأول المفضل للأطفال، لكن لاينصح بإعطائهم الأسبرين أبدًا.
الغرغرة وأقراص الاستحلاب والبخاخات يمكن أن تساعد في تهدئة التهاب الحلق ولكنها لا تقلل من مدة المرض. وينصح باختيار البخاخات بدلاً من أقراص الاستحلاب لأن المكونات النشطة "تعمل خلال ثوانٍ".
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا أيضًا بتناول الأطعمة الباردة أو اللينة، ومص مكعبات الثلج، والمصاصات أو الحلويات الصلبة، والحصول على قسط كبير من الراحة.
3. السعال
السعال من الوسائل الدفاعية للمساعدة في منع تضرر الرئتين من أي تلوث أو غبار أو جراثيم يستنشقها الشخص.
والسعال إما صدري (يتسبب في المخاط أو البلغم) أو جاف (أكثر تهيجًا). عادة ما يرتبط الأول بنزلات البرد والأنفلونزا، في حين أن الثاني يرتبط أكثر بالحساسية أو بعد زوال العدوى.
ويمكن أن يستمر كلا النوعين عدة أسابيع. ووفقًا لموقع (Healthier Together)، يستمر نصف حالات السعال لمدة 10 أيام ويستمر واحدًا من كل 10 لمدة شهر تقريبًا.
ما هي أفضل طريقة للعلاج؟
معظم أنواع السعال لا تحتاج إلى مضادات حيوية ويمكن علاجها بإجراءات مساعدة ذاتية بسيطة.
يشمل ذلك الإكثار من شرب السوائل لمنع الجفاف، وتناول الباراسيتامول لعلاج أي ارتفاع في درجة الحرارة أو الأوجاع والآلام، واستخدام عسل الأطفال وشراب السعال بالليمون لتهدئة السعال.
وعلى الرغم من أن معظم حالات السعال ليست خطيرة، يُنصح بزيارة الطبيب إذا كان الطفل يسعل دمًا، أو يعاني من ضيق شديد في التنفس، أو يفقد الوزن دون سبب، أو إذا استمرت الأعراض أو ازدادت سوءًا بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
ويجب على أي شخص مصاب بالربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو مرض السكري أو قصور القلب، والذي يعاني أيضًا من السعال، أن يطلب المساعدة الطبية أيضًا.
4. الحمى
تحدث الحمى عندما ترتفع درجة حرارة الجسم إلة 38 درجة مئوية أو أعلى، مما يشيسر إلى إصابة الطفل بالعدوى.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، إن ذلك يمكن أن يتسبب في شعور الصدر أو الظهر بسخونة أكثر من المعتاد، والارتعاش أو القشعريرة، والتعرق ، والجلد الأحمر الدافئ.
ما هي أفضل طريقة للعلاج؟
يعتبر الباراسيتامول والإيبوبروفين أفضل خط دفاع ضد الحمى، وفقًا للدكتور هندرسون.
وذكّر الأمهات والآباء بعدم إعطاء الأسبرين أبدًا لطفل مصاب بالحمى، واستخدام الباراسيتامول والإيبوبروفين فقط.
كما ينصح بشرب الكثير من السوائل لتقليل خطر الجفاف وعدم ارتداء الكثير من الملابس حتى لا ترتفع درجة حرارة الطفل.
5. جدري الماء
تحدث العدوى "شديدة العدوى" بسبب الفيروس النطاقي الحماقي - مجموعة الفيروسات المسماة فيروسات الهربس- وتؤدي إلى ظهور بثور تسبب حكة شديدة ثم قشور.
وعادة، تظهر أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا قبل ظهور الطفح الجلدي على الوجه وفي جميع أنحاء الجسم.
ما هي أفضل طريقة للعلاج؟
بمجرد الإصابة بالجدري المائي، يصبح لدى الشخص مناعة ضد الإصابة مرة أخرى، لذا فمن غير المعتاد أن يُصاب به مرتان.
لا يوجد علاج، لكن هناك طرق يمكنك من خلالها تخفيف الأعراض، وخاصة الطفح الجلدي المزعج والحكة.
يتضمن ذلك استخدام غسول الكالامين المهدئ، وقص أظافر الطفل وارتداء القفازات. علاوة على ارتداء ملابس قطنية فضفاضة لمنع تهيج الجلد والبقاء رطبًا.
مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين ستخفف الصداع وآلام العضلات والحمى، لكن اطلب من الطبيب النصيحة إذا كان الطفل مصابًا بالجدري المائي، خاصة إذا كان عمره أقل من ثلاثة أشهر.
في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى دواء مضاد للفيروسات، بناءً على نصيحة الطبيب. أيًا كان العلاج، ينصح بإبقاء الطفل في المنزل حتى لا يتسبب في عدوى آخرين، ويحدث هذا عادةً بعد خمسة أو ستة أيام من بدء الطفح الجلدي.
6. الحصبة
الحصبة هي عدوى شديدة العدوى يسببها فيروس ينتشر عن طريق السعال والعطس والأسطح الملوثة. وهو يشبه إلى حدٍ ما جدري الماء، وعادةً ما يبدأ بأعراض تشبه أعراض البرد، مثل الحمى وانسداد الأنف والعطس والسعال وإدماع العينين، قبل ظهور بقع بيضاء صغيرة في الفم.
الطفح الجلدي التقليدي للحصبة، يتميز ببقع حمراء مرتفعة، ثم يظهر بعد عدة أيام.
ما هي أفضل طريقة للعلاج؟
أفضل طريقة لمعالجة مرض الحصبة هي عدم الإصابة به في المقام الأول.
من خلال الحصول على التطعيم. ويحصل الأطفال على جرعتهم الأولى من لقاح MMR في عمر سنة واحدة والثانية بعمر ثلاث سنوات وأربعة أشهر.
ومع ذلك، يمكن لأي شخص فاتته الجرعات الحصول عليها في أي وقت. وعند المرض، لا يوجد دواء محدد لقتل فيروس الحصبة - ولكن يمكن اتخاذ خطوات مختلفة لتخفيف الأعراض حتى تختفي.
بالنسبة لمعظم الناس، فإن الراحة ومعالجة أي حمى كاف قبل أن تختفي الأعراض في غضون سبعة إلى 10 أيام.
تشمل التدابير العامة شرب المشروبات بانتظام للحفاظ على رطوبة الجسم، وتناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين للمساعدة في الحفاظ على انخفاض درجة الحرارة وتقليل أي أوجاع وآلام والراحة قدر الإمكان.
7. الإسهال
الإسهال هو خروج البراز المائي بشكل متكرر، تشمل الأعراض آلامًا في البطن، تخف أحيانًا بعد فتح الأمعاء، وحاجة ملحة للذهاب إلى الحمام، وخروج براز سائل ومائي بشكل متكرر، وأحيانًا غثيان وقيء.
وغالبًا ما يكون سببه خلل في المعدة ويجب أن يختفي في غضون أيام قليلة. لكن هناك العديد من المحفزات الأخرى، بما فيها التسمم الغذائي، والتهاب المعدة والأمعاء، والأمراض الاستوائية، والقلق أو التوتر العاطفي، والإفراط في تناول المضادات الحيوية.
ما هي أفضل طريقة للعلاج؟
معظم حالات الإسهال الحاد تشفى من تلقاء نفسها وتتحسن خلال يوم أو يومين، أو ما يصل إلى أسبوع.
لكن يجب الاتصال بالطبيب على الفور إذا استمرت الأعراض، أو إذا كان الطفل يعاني من أعراض أكثر خطورة مثل وجود دم أو صديد في البراز، وألم شديد، وقيء متكرر، ونقص تناول السوائل، وارتفاع في درجة الحرارة.
والعلاج يعتمد على سبب الإسهال، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو شرب الكثير من الماء. و"يمكن أن يشكل الإسهال خطرًا على الرضع والأطفال الصغار لأن أجسامهم الصغيرة تكون أكثر عرضة للجفاف.
يمكن أيضًا استخدام مشروبات معالجة الجفاف لتعويض الأملاح والمعادن المفقودة. وفي بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى أدوية مضادة للإسهال، ولكن فقط بناءً على نصيحة طبيبك.
8. القيء
القيء طريقة الجسم للتخلص من المواد الضارة في معدتنا، أو كرد فعل لشيء يهيج أمعائنا. وهذه عادة علامة على أي شيء خطير وعادة ما تستمر لمدة يوم أو يومين فقط..
وأحد الأسباب الأكثر شيوعًا هو التهاب المعدة والأمعاء - وهو جرثومة في البطن - تسببه بكتيريا أو فيروس. لكن في بعض الأحيان قد يكون علامة على شيء أكثر خطورة، مثل التهاب الزائدة الدودية، أو انسداد الأمعا، أو حصوات الكلى، أو مشاكل المرارة.
ما هي أفضل طريقة للعلاج؟
للمساعدة في علاج القيء، تأكد من عدم إصابة الطفل بالجفاف. تناول رشفات صغيرة من الماء بشكل متكرر (يمكن أيضًا شرب عصير الفاكهة أو المشروبات الغازية لتعويض السكر المفقود إذا كان الطفل غير قادر على تناول الطعام).
علاوة على تناول الزنجبيل، لأن ذلك قد يساعد في تقليل مدى الشعور بالمرض.
ينصح بالتحدث إلى الطبيب إذا كان الطفل يعاني من القيء الشديد لأكثر من يوم أو يومين وكان غير قادر على الاحتفاظ بأي سوائل، أو إذا كانت لديه علامات الجفاف مثل سرعة ضربات القلب أو التبول قليلًا أو معدومًا.
وفي حال الإصابة بمرض السكري وحدث تقيؤ كبير، وخاصة عند تتناول الأنسولين، يمكن أن يؤثر القيء على مستويات السكر في الدم.