أثارت إصابة شخص بفيروس إنفلونزا الطيور بعد مخالطته لأبقار مصابة بالفيروس بولاية تكساس الأمريكية، مخاوف من تفشي الفيروس على نطاق واسع، كونها المرة الأولى التي يصاب فيها الإنسان بالمرض من حيوان ثديي.
ونفقت ملايين الطيور، إلى جانب أنواع أخرى من الحيوانات بما فيها الكلاب والقطط، بسبب الفيروس على مدى العقدين الماضيين.
ولا يملك البشر مناعة ضد أنفلونزا الطيور، مما يثير مخاوف من انتشاره بسرعة.
ويمكن أن تشمل الأعراض الحمى والسعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف وآلام الجسم والصداع والتعب
سيناريوهات تفاقم المخاوف من الفيروس
وفي حين طمأن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن انتشار الفيروس مؤخرًا من الطيور إلى الأبقار لا يظهر تغيرات جينية كبيرة يمكن أن تشير إلى انتشار العدوى إلى البشر، فقد سلط الدكتور مارك سيجل، أستاذ الطب السريري في جامعة نيويورك لانجون الأمريكية، الضوء على أحد السيناريوهات الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المخاوف.
وقال مراسل "فوكس نيوز" الطبي: "خارطة الطريق، التي وضعها (خبير الأمراض المعدية في البيت الأبيض الدكتور أنتوني فوشي)، للطفرة القاتلة للبشر، يمكن أن ينتهي بها الأمر في الأيدي الخطأ. وهذا الخطر يكفي لإبقاء الجميع مستيقظين في الليل".
وفي عام 2019، أنشأ العلماء في جامعة ويسكونسن-ماديسون، فيروسًا لأنفلونزا الطيور من المحتمل أن يزيد من تهديدها للبشر ، في محاولة للبحث عن طرق لحماية العالم من الأوبئة المستقبلية.
وأثارت الدراسة انتقادات باعتبارها انتهاكًا للسلامة بعد التقارير التي تفيد بأن الباحثين حاولوا التقليل من أهمية الحدث من خلال تجنب إخطار السلطات الصحية والهيئات المشرفة.
مع ذلك، قال مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ماندي كوهين، إن هيكل أنفلونزا الطيور لم يتغير كثيرًا منذ عام 2005.
وأضاف لصحيفة "يو إس إيه توداي"، أن هذه أخبار جيدة جدًا، حيث إن الطفرات التي تم الكشف عنها عام 2011 ضرورية لانتقال أنفلونزا الطيور من إنسان إلى آخر.
وحتى الآن، أظهرت مراقبة الفيروس أن تلك الطفرات لم تحدث بعد.
لكن مسؤولين في تكساس أفادوا يوم الاثنين أن عامل مزرعة أثبتت إصابته بأنفلونزا الطيور التي انتشرت إلى الأبقار المنتجة للألبان في تكساس وكانساس ونيو مكسيكو وميشيجان وأيداهو. وهذه هي المرة الأولى التي يصيب فيها الفيروس الماشية.
وقال الخبير إن المريض في تكساس كان يعاني من أعراض خفيفة وعولج بعقار "تاميفلو" وسرعان ما تحسن .
خطير المخاوف من انتقال الفيروس
ومع ذلك، هناك بعض المخاوف بين الخبراء من أن الطفرة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إصابة البشر.
وحذر الدكتور سوريش كوتشيبودي، الباحث في أنفلونزا الطيور في بيتسبرج، من أن "هذا الفيروس كان على رأس قائمة الأوبئة لسنوات عديدة وربما عقود.
وأضاف: "والآن نحن نقترب بشكل خطير من هذا الفيروس الذي يحتمل أن يسبب وباءً. لقد حان الوقت حقًا لأن نكون مستعدين".
ومع ذلك، أشار الخبير البريطاني البروفيسور جيمس وود، والمدير المشارك للأمراض المعدية بجامعة كامبريدج، إلى أن هذه الحالة في حد ذاتها ليست مدعاة للقلق.
وقال لصحيفة "ذا صن": "إن اكتشاف حالة بشرية واحدة في الولايات المتحدة لا يشير إلى أن الفيروس على وشك أن يصبح وباءً بشريًا".
وأضاف: "لقد كانت هناك درجة كبيرة من تعرض الإنسان لهذا النوع من الفيروسات على مدى السنوات الثلاث الماضية، والأمر اللافت للنظر هو أنه تم اكتشاف عدد قليل جدًا من الحالات البشرية".