أفضل وقت في اليوم لممارسة الرياضة.. يحمي من خطر الوفاة المبكرة

بقلم | فريق التحرير: | الجمعة 12 ابريل 2024 - 05:55 م

كشفت دراسة، أن ممارسة التمارين الرياضية في نهاية اليوم تحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية وتقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 61 بالمئة.

واستندت النتائج التي توصل إليها فريق من الباحثين بجامعة سيدني إلى متابعة 30 ألف شخص يعانون من زيادة الوزن على مدار ثماني سنوات.

وحللت الدراسة، التي نشرت في مجلة "ديابيتس كير"، بيانات 29 ألفًا و836 شخصًا بالغًا تزيد أعمارهم عن 40 عامًا من دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة لمعرفة كيف يؤثر توقيت النشاط البدني على النتائج الصحية.

تفاصيل الدراسة

وركز الباحثون على الأشخاص المصنفين على أنهم يعانون من السمنة المفرطة - حيث يبلغ مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر - لأنهم "أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الكبرى مثل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية ، والوفاة المبكرة"، بحسب ما ذكر الدكتور أنجيلو صباج، المحاضر في علم وظائف الأعضاء بكلية الطب بجامعة سيدني.

وأضاف: "ممارسة الرياضة ليست بأي حال من الأحوال الحل الوحيد لأزمة السمنة، ولكن هذا البحث يشير إلى أن الأشخاص الذين يمكنهم التخطيط لنشاطهم في أوقات معينة من اليوم قد يعوضون بشكل أفضل بعض هذه المخاطر الصحية".

كما تم تشخيص إصابة حوالي 2995 مشاركًا بمرض السكري من النوع الثاني .

وقُسِم المشاركون إلى أربع مجموعات بناءً على الوقت الذي يميلون فيه إلى الحركة من اليوم:

لا "نوبات هوائية" - أقل من نوبة واحدة من النشاط المعتدل إلى القوي تستمر لأكثر من ثلاث دقائق يوميًا في المتوسط

تمارين الصباح (بين الساعة 6 صباحًا وظهرًا)

تمارين بعد الظهر (من الظهر إلى الساعة 6 مساءً)

تمارين مسائية (6 مساءً حتى منتصف الليل)

تمت مراقبة تمارينهم على مدار 24 ساعة يوميًا بواسطة أجهزة تم ارتداؤها على المعصم.

ماذا أظهرت النتائج؟

وباستخدام بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا والسجلات الوطنية في اسكتلندا ، تمكن الباحثون من متابعة المسارات الصحية للمشاركين لمدة ثماني سنوات تقريبًا.

وخلال هذه الفترة، سجلت 1425 حالة وفاة و3 آلاف و980 حالة قلبية وعائية و2162 حالة خلل في الأوعية الدموية الدقيقة - نوع من أمراض القلب يؤثر على أصغر الأوعية الدموية التي تتفرع من الشرايين التاجية - الأوعية الدموية الكبيرة التي تزود القلب بالدم.

واستبعد المشاركون الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان مسبقًا من التحليل.

وبالمقارنة مع أولئك الذين لم يمارسوا الرياضة، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين خصصوا وقتًا في المساء للحركة كان لديهم:

- انخفاض خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 61 بالمئة

انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 36 بالمئة

انخفاض خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدقيقة بنسبة 24 بالمئة

كما وجد أن ممارسة التمارين الرياضية في الصباح وبعد الظهر مفيدة، ولكن ليس بقدر التمارين المسائية.

في المقابل، كان من يمارسون التمارين في الصباح أقل عرضة للوفاة بنسبة 33 في المئة، والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 17 في المئة.

وتحسنت احتمالات الوفاة المبكرة إلى 40 بالمئة بالنسبة لمجموعة ما بعد الظهر، الذين كانت لديهم أيضًا فرصة أقل بنسبة 16 بالمئة للإصابة بأمراض القلب.

ومن المثير للاهتمام أن عدد المرات التي يمارس فيها الأشخاص التمارين يبدو أكثر أهمية للصحة من إجمالي الوقت الذي يقضونه في الحركة.

ولاحظ الباحثون نفس الاتجاه لدى المشاركين الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، حيث أظهر من يمارسون التمارين المسائية أقل معدلات الوفاة والمرض.

النشاط البدني المعتدل

وشدد المؤلف الأول المشترك، الدكتور ماثيو أحمدي، على أن الدراسة لم تتتبع فقط أشكال التمارين المنظمة، بل ركزت على تتبع نوبات النشاط البدني المعتدل إلى القوي التي استمرت ثلاث دقائق أو أكثر.

قال الدكتور أحمدي : "لم نميز في نوع النشاط الذي قمنا بتتبعه، يمكن أن يكون أي شيء بدءًا من المشي السريع إلى صعود السلالم، ولكن يمكن أن يشمل أيضًا تمرينًا منظمًا مثل الجري أو العمل المهني أو حتى تنظيف المنزل بقوة".

وأكد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تحتاج إلى تأكيد من خلال تجارب سريرية أكثر صرامة.

لكن النتائج تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومرض السكري قد يرغبون في التفكير في تغيير بعض أنشطتهم في وقت لاحق من اليوم.

وأشارت دراسات سابقة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة 22 دقيقة فقط يوميًا كافية لتقليل خطر الوفاة المبكرة وإزالة الأضرار الصحية الناجمة عن العمل المكتبي أو الاستلقاء على الأريكة.

وتظهر أبحاث أخرى أن المشي يمكن أن يكون كافيا لتحسين متوسط العمر المتوقع، حيث يعتبر ما لا يقل عن 4 آلتف خطوة في اليوم كافيا، على الرغم من أن رفع ذلك إلى 10 آلاف خطوة يقلل من فرص الوفاة المبكرة بنسبة 39 في المئة.