أظهرت دراسة حديثة، أن أدمغة البشر تكبر بمرور الوقت، وهي النتائج التي قال الباحثون إنها تساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالعمر.
وكشف الباحثون في جامعة كاليفورنيا في ديفيس هيلث، أن أدمغة الأشخاص الذين ولدوا في السبعينيات كانت ذات حجم أكبر بنسبة 6.6% ومساحة سطحية أكبر بنسبة 15% من أدمغة الأشخاص الذين ولدوا في الثلاثينيات، بحسب النتائج التي نشرت في مجلة "جاما نيورولوجي" في شهر مارس.
وقال تشارلز ديكارلي، مؤلف الدراسة وأستاذ علم الأعصاب المتميز بجامعة كاليفورنيا لموقع "ساينس ديلي": "يلعب علم الوراثة دورًا رئيسيًا في تحديد حجم الدماغ، لكن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن التأثيرات الخارجية - مثل العوامل الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية - قد تلعب دورًا أيضًا".
وقام الباحثون بتمشيط الأدلة من دراسة فرامجغهام للقلب، وهي دراسة مجتمعية مقرها في فرامنجهام بولاية ماساتشوستس الأمريكية، استمرت لمدة 75 عامًا، وتضم الآن مشاركين من الجيلين الثاني والثالث.
وبين مارس 1999 ونوفمبر 2019، نظر الباحثون إلى صور الرنين المغناطيسي لأفراد ولدوا بين عامي 1925 و1968.
وكان متوسط عمر المشاركين 57 عامًا. وقاموا بفحص فحوصات الدماغ لـ 3226 مشاركًا (53% إناث، 47% ذكور) ولاحظوا نمطًا ملحوظًا.
إذ لاحظوا أن حجم الدماغ (أو الحجم داخل الجمجمة) يتزايد ببطء ولكن بثبات.
خلال الثلاثينيات، كان متوسط حجم الدماغ 1234 ملم، ولكن بحلول السبعينيات، بلغ المتوسط 1321 ملم. بزيادة قدرها 6.6%.
كما زادت مساحة السطح القشري - سطح الدماغ - من 2056 سنتيمترًا مربعًا لأولئك الذين ولدوا في الثلاثينيات إلى 2104 سنتيمترًا مربعًا لأولئك الذين ولدوا في السبعينيات، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست".
ولاحظ الباحثون أيضًا زيادة في الحجم عندما يتعلق الأمر بالمادة الرمادية والمادة البيضاء والحصين، وهو جزء من الدماغ مرتبط بالتعلم والذاكرة.
وتوجد المادة البيضاء في الأنسجة العميقة للدماغ، وتحتوي على ألياف عصبية تسمح بالتواصل بين أجزاء الدماغ المختلفة. يأخذ اسمه من الغلاف (غمد المايلين) الذي يحيط بالأعصاب، وهو أبيض اللون.
أما المادة الرمادية، فهي الطبقة الخارجية للدماغ، وتسمح للأفراد بالتحكم في الحركة والذاكرة والعواطف. يأخذ اسمه من التركيز العالي لأجسام الخلايا العصبية، التي تعطي اللون الرمادي للأنسجة.
وأشار الباحثون إلى أن النتائج مشجعة، لأنها قد تعني انخفاض حالات الخرف المرتبطة بالعمر، مثل مرض الزهايمر.
وأوضح ديكارلي: "إن هياكل الدماغ الأكبر حجمًا مثل تلك التي لوحظت في دراستنا قد تعكس تحسنًا في نمو الدماغ وتحسين صحة الدماغ. إن بنية الدماغ الأكبر تمثل احتياطيًا أكبر للدماغ وقد تخفف من التأثيرات المتأخرة لأمراض الدماغ المرتبطة بالعمر مثل مرض الزهايمر والخرف المرتبط به".