كشفت دراسة جديدة أن الإجهاد والضغط النفسي يمكن أن يضر القلب ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
إذ وجدت الدراسة أن خطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة يرتفع بنسبة 97% نتيجة الشعور بالإجهاد.
وبحسب هيئة الصحة والسلامة ببريطانيا، فقد أصبح الإجهاد أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للإجازات المرضية الطويلة الأمد في العمل.
وكان الإجهاد مسؤولاً عن فقدان أكثر من 17 مليون يوم عمل في المملكة المتحدة في عام 2021/2022، أو 51 في المائة من جميع الأمراض المرتبطة بالعمل في نفس العام.
وفيما يلي بعض الطرق التي يؤثر بها الإجهاد على الجسم، وفقًا لصحيفة "ذا صن":
1. القلب
الشعور بالإجهاد أثناء العمل قد يضاعف من خطر الإصابة باضطراب ضربات القلب الذي قد يؤدي إلى الوفاة.
اكتشف باحثون من جامعة لافال في كيبيك بكندا أن الأشخاص الذين يعانون من ضغوط عمل عالية ولا يستمتعون بعملهم هم أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني.
وهذا هو النوع الأكثر شيوعًا من عدم انتظام ضربات القلب، حيث يصبح إيقاع القلب غير منتظم بعض الشيء.
والرجفان الأذيني يمكن أن يؤدي إلى السكتات الدماغية، وقصور القلب، وغيرها من مشاكل القلب الخطيرة.
وأظهرت الدراسة التي أجريت على العاملين في المكاتب أن الجمع بين الضغوط الوظيفية المرتفعة والمكافأة المنخفضة للجهد المبذول كان له التأثير الأكبر.
و هذه العوامل مجتمعة بارتفاع خطر الإصابة بحالة عدم انتظام ضربات القلب بنسبة 97% مقارنة بالعمال غير المعرضين للتوتر.
2. الدماغ
وجدت دراسة حديثة أن الضغوط المرتبطة بالعمل، وتحديدًا: انعدام الأمن الوظيفي، وأحمال العمل الساحقة، والدعم غير الكافي من المشرفين، يمكن أن يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 50% .
وكشف الباحثون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن التعرض الطويل الأمد للإجهاد الشديد لا يساهم فقط في الإصابة بالاكتئاب، بل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تفاقم حالات الصحة العقلية الموجودة، مثل القلق أو الاضطراب ثنائي القطب.
وتم تحديد عوامل مثل عدم السيطرة على مهام العمل والتقدير الضئيل للعمل الجاد باعتبارها من العوامل الرئيسة المساهمة في هذه البيئة المجهدة.
3. الخصوبة
لا يؤثر الضغط المرتبط بالعمل على الحالة المزاجية فحسب، بل يمكن أن يؤثر أيضًا على قدرتك على إنجاب الأطفال.
وجدت دراسة نشرت في مجلة "أمريكان جورنال أوف ابديميولوجي"،ـ أن النساء اللواتي ذكرن أنهن يشعرن "بإجهاد شديد" في العمل كانت فرصهن في الحمل أقل بنسبة 29% مقارنة بمن كن أقل توترًا.
وأكد باحثون من جامعة أوهايو أن الإجهاد يعطل عملية التبويض لدى النساء ويؤثر على جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال، مما قد يجعل من الصعب على الأزواج الحمل.
ويمكن للهرمونات التي يتم إطلاقها أثناء الإجهاد البدني، مثل الكورتيزول، أن تتداخل مع الجهاز التناسلي، مما يؤدي إلى اختلال التوازن في الوقت الذي تحتاج فيه إلى الاستقرار.
4. المناعة
توصلت دراسة أجرتها جامعة ويسكونسن ماديسون ونشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، إلى أن الإجهاد توتر المزمن يمكن أن يقوض دفاعاتنا المناعية.
يرجع ذلك إلى أنه عندما يشعر الشخص بالإجهاد، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول - والتي، بجرعات صغيرة، يمكن أن تساعد في الواقع في إدارة التوتر.
ولكن عندما يصبح الإجهاد مشكلة طويلة الأمد، فإن مستويات الكورتيزول المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى قمع فعالية الجهاز المناعي.
وهذا يعني أن قدرة الجسم على صد العدوى تصبح ضعيفة، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا، أو حتى أمراض أكثر خطورة.
وكشفت الدراسة أن هذا التأثير مرتبط بالالتهاب الناجم عن الإجهاد.
ويمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى حالة من الالتهاب المستمر، مما لا يضعف جهاز المناعة فحسب، بل يعطل أيضًا وظيفته الطبيعية.
ويمكن أن يؤدي هذا إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بدءًا من نوبات متكررة من الأمراض إلى أوقات تعافي أبطأ.