نويت أن أصلي صلاة الاستخارة قبل صلاة العصر، فلما انتهيت من الركعتين مباشرة أقيمت الصلاة. فهل يجزئ أن أدعو بدعاء الاستخارة بعد صلاة العصر، أم أنتظر حتى المغرب، وأعيد صلاة الاستخارة؟
الجواب:
تيين لجنة الفتوى بإسلام ويب انه اذا لم يكن ثَمَّ داع لتأخير دعاء الاستخارة، فإنه كلمات يسيرة لا يضر إتيانك بها قبل دخولك في الصلاة، وإن كانت أقيمت، ثم إن تركك للدعاء، وتقديم صلاة العصر عليه لا يمنع من أن تأتي به بعد صلاة العصر؛ لأن هذا -على ما يظهر- فصل يسير لا يضر -إن شاء الله-.
قال الشوكاني في شرح قوله -صلى الله عليه وسلم-: ثم ليقل. فيه أنه لا يضر تأخر دعاء الاستخارة عن الصلاة ما لم يطل الفصل.
وتضيف: أما صلاتك في وقت الكراهة، فهي مكروهة عند بعض العلماء. وذهب الحنابلة إلى تحريمها وعدم انعقادها، جاء في نيل المآرب شرح دليل الطالب: (فتحرم صلاة التطوُّع في هذه الأوقات، ولا تنعقد) صلاة التطوّع إن ابتدأها المصلي فيها، أو كان شَرَعَ فيها فدخل وقت النهي وهو فيها، فَيَحْرُم عليه الاستدامة. كذا في الإِقناع وشرحه. (ولو) كان المصلِّي (جاهلًا للوقتِ، أو التحريم). انتهى.
ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية أنك مثاب على عبادتك تلك، وأن أجرك لا يفوت؛ وذلك لجهلك بالحكم، جاء في الاختيارات العلمية للشيخ -رحمه الله-: وَكُلٌّ مَنْ عَبَدَ عِبَادَةً نُهِيَ عَنْهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِالنَّهْيِ، لَكِنْ هِيَ مِنْ جِنْسِ الْمَأْمُورِ بِهِ، مِثْلُ الصَّلَاةِ وَقْتَ النَّهْيِ، وَصَوْمِ الْعِيدِ، أُثِيبَ عَلَى ذَلِكَ. انتهى
وبكل حال؛ فما اختاره الله لك هو الخير، وهو الذي سبق به القدر، فاحمد الله على ما قدره وقضاه.
ولا تَعُد للصلاة في وقت النهي.