يعد النظام الغذائي أحد الأسباب الرئيسة لارتفاع ضغط الدم، ومن بين الأطعمة التي يجب تجنبها الأطعمة الغنية بالملح. فيما قد يكون لبعض الأطعمة الأخرى تأثير معاكس.
وكشفت دراسة جديدة أن تناول البروكلي بشكل منتظم قد يساعد بشكل كبير في خفض ضغط الدم - وخاصة في مرحلة منتصف العمر وكبار السن.
وبشكل أكثر تحديدًا، اكتشف باحثون من جامعة إديث كوان في أستراليا، أن تناول حوالي أربع حصص من الخضروات الصليبية يوميًا لمدة أسبوعين أدى إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم الانقباضي.
وتشمل الخضروات الصليبية خضروات مثل البروكلي والقرنبيط والملفوف، وهي غنية بمركبات تسمى الجلوكوسينولات، والتي تتحلل إلى مواد نشطة بيولوجيًا مثل السلفورافان عند تقطيعها أو مضغها، وفقًا لصحيفة "إكسبريس".
خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة
وأظهرت أبحاث سابقة أن هذه المركبات قد تحتوي على خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، والتي يمكن أن تعمل على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، حذر مؤلفو الدراسة من أن معظم الناس لا يتناولون ما يكفي من الخضروات الصليبية.
وقالت إيما كونولي، المؤلفة المشاركة في الدراسة، في بيان جامعي: "يُنصح على نطاق واسع بزيادة تناول الخضروات لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد أظهرت الدراسات الرصدية السابقة أن الخضروات الصليبية مثل البروكلي والملفوف وبراعم بروكسل لها علاقات أقوى بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالخضروات الأخرى".
واستدركت: "ومع ذلك، في حين يتم استهلاك هذه الخضروات على مستوى العالم، فإن الخضروات الصليبية تشكل عادةً جزءًا صغيرًا من إجمالي تناول الخضروات".
وشملت الدراسة 18 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 56 و72 عامًا يعانون من ارتفاع طفيف في ضغط الدم. تم تقسيمهم إلى مجموعتين، تم وضع كل منهما على نظام غذائي غني بالخضروات الصليبية ونظام غذائي للتحكم.
وكجزء من التدخل المتعلق بالخضروات الصليبية، تناول المشاركون نحو 300 جرام (أربع حصص) من مزيج من البروكلي والكرنب والقرنبيط والملفوف يوميًا لمدة أسبوعين. وتم تقديم هذه الخضروات في شكل حساءين - أحدهما للغداء والآخر للعشاء.
وخلال التدخل التحكمي، تناول المشاركون كمية متساوية من الخضروات الجذرية والقرع، مثل البطاطس والبطاطا الحلوة والجزر والقرع، أيضًا في شكل حساء.
وارتدى المشاركون في كلتا المجموعتين، سوارًا لقياس ضغط الدم يقيس ضغط الدم تلقائيًا على فترات منتظمة طوال اليوم والليل.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في موقع "ستادي فايندز" ، بعد أسبوعين من تناول الخضروات الصليبية، انخفاضًا متوسطًا في ضغط الدم الانقباضي على مدار 24 ساعة بمقدار 2.5 ملم زئبق مقارنة بالتدخل القياسي. وكان هذا التأثير أكثر وضوحًا خلال ساعات النهار، بمتوسط انخفاض قدره 3.6 ملم زئبق.
وعلى الرغم من أن الانخفاض بمقدار 2.5 ملم زئبقي قد يبدو ضئيلاً، إلا أنه في الواقع مهم في سياق صحة القلب والأوعية الدموية.
وأظهرت أبحاث أخرى أن حتى الانخفاضات الطفيفة في ضغط الدم يمكن أن تؤدي إلى انخفاض كبير في خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
مستويات أقل من الدهون الثلاثية
وخلصت الدراسة أيضًا إلى أن المشاركين الذين تناولوا الخضروات الصليبية كان لديهم مستويات أقل من الدهون الثلاثية في دمائهم مقارنة بتناولهم الخضروات الجذرية والقرع.
وتعتبر الدهون الثلاثية المرتفعة عامل خطر للإصابة بأمراض القلب، لذا فإن هذه النتائج تشير إلى أن الخضروات الصليبية قد يكون لها فوائد قلبية وعائية إضافية تتجاوز خفض ضغط الدم.
وعلى الرغم من أن الآليات الدقيقة وراء هذه التأثيرات لم تُفهم بالكامل بعد، يعتقد الباحثون أن المركبات الموجودة في الخضراوات الصليبية، مثل السلفورافان وسلفوكسيد السيستين الميثيل (SMCSO)، قد تلعب دورًا في ذلك.
وأظهرت دراسات سابقة أن هذه المواد توفر تأثيرات مفيدة مختلفة للجهاز القلبي الوعائي.
ومع ذلك، أضاف مؤلفو الدراسة أن: "هناك حاجة إلى أبحاث مستقبلية لتحديد ما إذا كانت التوصيات المستهدفة لزيادة تناول الخضروات الصليبية تفيد صحة السكان".
ولخفض ضغط الدم، توصي هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا بما يلي:
تناول نظام غذائي صحي ومتوازن
ممارسة الرياضة بانتظام - حاول ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع
فقدان الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن