دراسة: قلة النوم ترتبط بمرض الكبد الدهني

بقلم | فريق التحرير | الجمعة 06 ديسمبر 2024 - 10:51 ص

كشف دراسة جديدة عن وجود صلة بين مرض الكبد الدهني وقلة النوم، حيث لا يتمتع المرضى بالراحة خلال الليل.

وووجد الباحثون أن مرضى الكبد الدهني استيقظوا أكثر في الليل، ثم ظلوا مستيقظين لفترة أطول في انتظار أن يعود إليهم النوم.

كما أفاد هؤلاء المرضى أنهم استغرقوا وقتًا أطول قبل أن يخلدوا إلى النوم، وظل نومهم سيئًا حتى بعد أن قدم لهم الباحثون نصائح لتحسين النوم.

الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل

وقالت صوفيا شايفر، الباحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في مركز أمراض الجهاز الهضمي والكبد بجامعة بازل في سويسرا، إن "المصابين (بمرض الكبد الدهني) أظهروا تجزئة كبيرة في نومهم الليلي بسبب الاستيقاظ المتكرر وزيادة اليقظة".

ويحدث مرض الكبد الدهني، المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، عندما تتراكم الدهون في كبد الشخص. ويرتبط عادةً بالسمنة أو مرض السكري من النوع الثاني، ويمكن أن يؤدي إلى الالتهاب والتندب وفشل الكبد.

ويؤثر المرض حاليًا على ما يقدر بنحو 30 بالمائة من البالغين، ومن المتوقع أن يؤثر على أكثر من 55 بالمائة بحلول عام 2040، وفقًا لما ذكرته وكالة "يو بي آي" نقلاً عن الباحثين.

وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن مرض الكبد الدهني قد يؤدي إلى اضطراب دورة نوم الشخص، لكن الباحثين قالوا إن هذه الدراسات اعتمدت على استبيانات النوم.

وفي الدراسة الجديدة، سعى الباحثون إلى جمع بيانات موضوعية من خلال جعل المشاركين يرتدون أجهزة مراقبة حول المعصم لتتبع أنماط نومهم.

وقام الباحثون بتجنيد 46 امرأة ورجلاً بالغين يعانون من مرض الكبد الدهني، بالإضافة إلى ثمانية مرضى آخرين يعانون من أمراض الكبد المرتبطة بالكحول.

وكان جميع المرضى المصابين بمرض الكبد الدهني يعانون من السمنة، وكان 80 بالمائة منهم يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي - وهي مزيج من السمنة ومقدمات السكري ومستويات عالية من الدهون الثلاثية.

وحصل مرضى الكبد الدهني على نفس كمية النوم التي حصلت عليها مجموعة مكونة من 16 متطوعًا سليمًا، كما قضوا نفس الكمية من الوقت في السرير.

لكن الباحثين وجدوا أن الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني يستيقظون في الليل بنسبة 55 بالمائة أكثر من الأشخاص الأصحاء، ويظلون مستيقظين لمدة أطول بنسبة 113 بالمائة في انتظار العودة إلى النوم.

النوم أكثر لفترة أطول خلال النهار

كما أن الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني ينامون أكثر ولفترة أطول خلال النهار.

وعلاوة على ذلك، أظهرت مذكرات النوم أن 32 بالمائة من الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني أفادوا باضطرابات النوم المرتبطة بالتوتر، مقارنة بنحو 6% فقط من المشاركين الأصحاء.

وعلى الرغم من الارتباط المحتمل، لم يتمكن الباحثون من تحديد ما إذا كان مرض الكبد الدهني يسبب بالفعل قلة النوم أو العكس.

وقالت شايفر في بيان صحفي لمجلة "فرونتيرز إن نيتوورك فسيولوجي": "من المفترض أن الآلية الأساسية تنطوي على العوامل الوراثية والعوامل البيئية وتنشيط الاستجابات المناعية - والتي يقودها في نهاية المطاف السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي".

وفي منتصف الدراسة، أعطى الباحثون للمرضى دورة تدريبية حول نظافة النوم لتعليمهم طرقًا عملية لتحسين نومهم. ولكن لم يكن لهذه النصائح أي تأثير.

قالت الدكتورة كريستين بيرنسماير، الباحثة الرئيسة وأستاذة بجامعة بازل: "لم تكن جلسة واحدة من جلسات التثقيف حول نظافة النوم كافية للتأثير بشكل مستدام على الإيقاع اليومي لدى المرضى المصابين باضطراب مرضى الكبد الدهني أو الأشخاص الأصحاء. يجب أن تستكشف الدراسات المستقبلية جلسات الإرشاد المستمرة للنوم أو التدخلات مثل العلاج بالضوء بالاشتراك مع تغييرات أخرى في نمط الحياة لتحسين دورة النوم والاستيقاظ لدى المرضى المصابين باضطراب الكبد الدهني".