التهاب المهبل البكتيري هو سبب شائع جدًا للإفرازات المهبلية بين النساء في سن الإنجاب، ويحدث عندما يختل توازن مستويات البكتيريا المهبلية الطبيعية، التي تعيش عادة في المهبل، والذي يحدث غالبًا بسبب ممارسة العلاقة الحميمة.
وعلى الرغم من أن التهاب المهبل البكتيري يسبب عادة مشاكل خفيفة مثل الإفرازات المهبلية غير العادية، إلا أنه يمكن أن يكون له عواقب وخيمة من بينها زيادة خطر العقم، والإصابة بأمراض أخرى أكثر خطورة تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، والولادة المبكرة ووفيات الأطفال حديثي الولادة.
علاج التهاب المهبل البكتيري
ويتم علاج التهاب المهبل البكتيري بشكل روتيني بالمضادات الحيوية ولكن قد يكون من الصعب للغاية القضاء عليه.
وتعود هذه الحالة لدى حوالي نصف النساء المصابات بها بعد بضعة أشهر فقط من شفائهن المفترض.
لكن الخبراء في جامعة موناش ومركز ملبورن للصحة الجنسية بأستراليا وجدوا أن علاج مرضى التهاب المهبل البكتيري يحب أن يكون للزوجين، كما يفعلون مع الأمراض المنقولة جنسيًا، مما يعزز معدلات النجاح بشكل كبير، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".
وفي اختبارات أجريت على 164 زوجا من جنسين مختلفين حيث كانت المرأة تعاني من التهاب المهبل البكتيري، أعطى الباحثون جميع المريضات المضادات الحيوية، ثم قاموا بتعيين شركائهن الذكور بشكل عشوائي إما لتلقي الدواء أو عدم تلقيه، مع عمل المجموعة الأخيرة كمجموعة تحكم.
وبمقارنة النتائج بعد ثلاثة أشهر، وجد الباحثون أن معدلات عودة التهاب المهبل البكتيري انخفضت إلى النصف بين الأزواج الذين تلقوا العلاج في وقت واحد مقارنة بتلك التي تلقت فيها المرأة فقط الرعاية.
علاقة الرجال بالتهاب المهبل البكتيري
وفي حين أشارت دراسات سابقة إلى أن الرجال قد يحملون بكتيريا تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري، فإن التجارب السابقة فشلت في إظهار أن علاج الأزواج كان له أي تأثير على نجاح علاج النساء.
ومع ذلك، استخدم الخبراء خلال الدراسة الجديدة المضادات الحيوية عن طريق الفم وكريم مضاد حيوي، تم تطبيقه على قضيب الرجل، وقد أثبت هذا المزيج فعاليته.
وقالت البروفيسور كاتريونا برادشو، الخبيرة في الصحة الجنسية في جامعة موناش: "أظهرت تجربتنا أن إعادة الإصابة من الشركاء تسبب الكثير من تكرار الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري لدى النساء، وتقدم دليلاً على أن التهاب المهبل البكتيري هو في الواقع أحد الأمراض المنقولة جنسيًا".
وكانت النتائج ناجحة للغاية لدرجة أن مركز ملبورن للصحة الجنسية قام بالفعل بجعل العلاج الزوجي لالتهاب المهبل البكتيري جزءًا من ممارسته القياسية.
وأضافت البروفيسور برادشو، أن هذا النهج في علاج التهاب المهبل البكتيري يمكن أن يحقق مكاسب كبيرة نظرًا لسهولة تنفيذه.
وأشارت إلى أن "هذا التدخل الناجح رخيص نسبيًا وقصير الأمد ولديه القدرة لأول مرة ليس فقط على تحسين علاج التهاب المهبل الجرثومي لدى النساء، بل إنه يفتح فرصا جديدة ومثيرة للوقاية من التهاب المهبل البكتيري، والوقاية من المضاعفات الخطيرة المرتبطة به".
كيف تتجنبين الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري؟
وحذر الأطباء في وقت سابق النساء من اتخاذ خطوات لتجنب زيادة خطر الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري.
وتشمل تجنب استخدام الصابون المعطر حول المهبل وتجنب الغسل المهبلي (تنظيف الجزء الداخلي من المهبل بالماء باستخدام رذاذ).
وتشمل النصائح الأخرى، تجنب الملابس الضيقة مثل الملابس الداخلية أو ملابس الرياضة المليئة بالعرق لفترات طويلة، لأنها يمكن أن تخلق الظروف المثالية لنمو التهاب المهبل البكتيري.