عمر صانع حضارة - الحلقة 20 - التعايش
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. العشرة الآواخر وليلة القدر للمغفرة والعتق فأرجو من كل واحد أن يتجه إلى الله بكل ما يمتلك من قوة، وليجدد كل واحد عبادته بالله ولكل من قصر في العشرين الأولى من رمضان فما زال لديك فرصة جميلة، فهل يا ترى ليلة القدر غداً أم بعد غدٍ أم اليوم؟ لقد اشتد السباق وهي ليلة من الليالي الأخيرة، بالله عليك فلتبذل جهدك، أرجو أن تعبد الله مخلصاً في السجود والتذلل والرجاء فهي والله دقائق غالية جداً، فما تبقى من دقائق قد تكون هي سر نجاتك حتى يوم الدين.
بعد فتح جميع البلاد بما فيها مصر وبلاد الشام وأذربيجان وما شمل ذلك من انتصار كبير، فكيف سيتعامل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- مع هذه البلاد المفتوحة؟ تخيلوا يا جماعة لديكم ملايين الأشخاص انضموا إلى حضارتكم فجأة، لغات مختلفة وثقافات مختلفة وأديان مختلفة وعادات مختلفة ولهجات مختلفة سيقوم عمر بن الخطاب بتجميع كل هؤلاء بدون إكراه أو غصب ومنهم من سيسلم ومنهم من سيستمر على دينه ولكن مع بقاء علاقة المحبة مع المسلمين لينصهر الكل في حضارة جديدة، أتتخيل لو ذهب عدد قليل منا إلى الصين وأقمنا هناك لمدة سنتين فتعلم الصينيين العربية وأخذوا عاداتنا وآمنوا بديننا أتستطيع تصديق شيء كهذا؟ مستحيل..ولكن هذا ما صنعه عمر، لأن عمر يؤمن بشدة بكلمة التعايش فهو يقبل الناس على اختلاف أديانهم ونحترمهم ونقدرهم ونعاملهم بإنسانية هذا ما قام به في مصر والشام والعراق، وكيف استطاع هؤلاء أن ينصهروا في حضارة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- لأن هذا شرط وعنصر أساسي للحضارات ما يسمى بمبدأ التعايش.
هناك فرق بين أناس تمثل التعايش بسبب الدبلوماسية أو السياسة وهناك من يؤمن فعلاً بالتعايش والتفاهم مع الآخرين المختلفين معنا بالجنسية أو الديانة أو الطبقات لأن من صفات صانع الحضارة أن يؤمن بفكرة التعايش، فالأصل في عمارة الأرض هو التعايش وليس الصراع، وهناك دليل في كلام عمر على ذلك فيقول مثلاً: (والله لو عثرت بغلة بالعراق لرأيتني مسئولاً عنها يوم القيامة، لما لم تمهد لها الطريق، والله لو غرقت عنزة في نهر الفرات لسألني الله عنها يوم القيامة) فهو يتكلم هنا عن البنية التحتية لأهل العراق، إن عمر بن الخطاب مؤمن بذلك وليس فقط يفعل ذلك أو يدعي ذلك، ولكن يظل هذا مجرد كلام حتى يواجهه إختبار حقيقي فقد فتحت العراق وكان هناك الكثير من الأراضي الزراعية التي تركها الفرس وهربوا ولم يعد موجوداً إلا الفلاحين العراقيين الذين كانوا يعملون والسياط فوق أعناقهم من الفرس، كانت تسمى العراق بأرض السواد حيث اعتاد العرب على العيش في الصحراء ولم يكونوا معتادين على اللون الأخضر الداكن وعندما ذهبوا إلى العراق وجدوا مزروعات كثيرة فسموها السواد حيث أنهم خلطوا الأخضر بالأسود.
وعندما فتحوا العراق أرادوا تقسيم الغنائم فاعترض عمر بن الخطاب على توزيع الأراضي وأمر بتوزيع النقود فقط كغنائم، واعترض الزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وبلال رضي الله عنهم على عدم توزيع الأراضي، وكانت وجهة نظرهم الآية القرآنية [وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ ...] {الأنفال:41} وما هنا تشمل العقار، أما من وجهة نظر عمر بن الخطاب فإن توزيع هذه الأراضي يجعل مجموعة من الصحابة غنية جداً ليتحولوا إلى إقطاعيين أما بقية الناس فلن تجد ما تأكله ولكن من سيحمي حقوق الفلاحين المساكين وعجائز العراق ومن للأجيال القادمة؟ وكذلك كيف ينفق على الفتوحات ولو استقر الصحابة في الأرض الزراعية فمن الذي يفتح بقية البلاد، واشتد النقاش بينه وبين بلال فكان يقول (من يعذرني في بلال) ثم إقترح إقامة مجلس شورى عن طريق إختيار عشرة من المهاجرين والأنصار، وتجلت فكرة التعايش حتى في هذا المجلس حيث قال لهم (أنا واحد منكم ولا أفرض عليكم رأيي وإذا خالفتموني قبلت منكم وإذا وافقتموني فلا توافقوني على هواي) ويبدأ في عرض المشكلة من حيث أنه سيخسر الفلاحين العراقيين المساكين فلا يمكن أن يقهروا على أيدي الفرس ثم يحدث لهم نفس الشيء معنا، ويقول الله تعالى [... كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ...] {الحشر:7} فبهذه الطريقة ستكون النقود مع عدد قليل جداً منهم، لذلك كان رأي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- ألا توزع هذه الأراضي، بل أن تملك للفلاحين العراقيين.
عمر بن الخطاب يسير بقاعدة أنه حيث تتواجد المصلحة يتواجد شرع الله سبحانه وتعالى، الصحابة تقول أن شرع الله يقول بغير ذلك ولكن هو متأكد أن هناك آيات أخرى تقول غير هذا الرأي، ويظل عمر بن الخطاب بدون نوم لثلاث ليالٍ متتالية حتى وجد الإجابة من القرآن، يقول الله في سورة الحشر [لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ(8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ(9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ...] {الحشر} ناقشهم عمر بأن النبي لم يلزم بالنص الذي أتوا به من القرآن فصحيح أن النبي –صلى الله عليه وسلم- وزع الأراضي بخيبر ولكن لم يلزم به أن هذا ما يجب أن يكون، تخيلوا لو أن هذه الأراضي وزعت على بضعة صحابة، هل كان العراقيون سيدخلون الإسلام الآن؟ واقتنع الصحابة بالنص القرآني الذي استخرجه عمر بن الخطاب من القرآن، فيا له من فكر يا عمر، ما أجمل إستخراجك من القرآن للآيات التي تخدم الشريعة ومقاصد الشريعة، وأنك لم تتحجر عند نص بعينه بل وبحثت في القرآن وفكرت ووازنت لتخرج بهذه النتيجة، ويعلن عمر بن الخطاب إنشاء عقود ملكية للفلاحين بالعراق، إنها ثورة بالفعل لم تحدث بتاريخ البشرية من قبل، أن يملك الفلاحين الأراضي وأن يخرج للدولة جزء من النقود لتصرف على الفتوحات والشعوب جميعاً، وما تأخذه الدولة من الفلاحين ليس جزية ولكن هو مقابل تمليك الدولة هذه الأراضي للفلاحين وبالتالي يعطي هؤلاء الفلاحين جزء من بيع هذه المحاصيل.
إن مساحات أرض السواد كانت كبيرة وبها كميات رهيبة من المزارع ولم يقل عمر بن الخطاب أنها يجب أن توزع على الصحابة أو أن يأخذ هو جزء منها، بل أنها يجب أن تملك لفلاحي العراق، ونتيجة ما فعله عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أولاً أنه قطع الطريق على الفرس والروم أن يعودوا مرة أخرى لأن هذه المرة من سيحاربهم هم الفلاحين وليس الجيش، هذه كانت أول النتائج وهي دمج الاقتصاد في التعايش، ثانياً كانت نتيجة تمليك الفلاحين لللأراضي أن أسلموا، ثالثاً أصبح الفلاحين بعد تملكهم للأراضي ينتجون أكثر لأنهم أصبحوا يعملون في ملكيتهم الخاصة وأصبح يستخرج للدولة جزء من هذا الإنتاج فأصبحت الدولية غنية جداً وأصبح عمر يأخذ هذه النقود ويعيد توزيعها على الشعوب فتحرك الإقتصاد، أرأيتم كيف ينمي العدل الإقتصاد؟
كان الفرس يعبدون النار فكانت أي صنعة يدخل فيها النار ممنوعة فأصبح الحرفيين عاطلين عن العمل في حكم الفرس، وعندما جاء عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قام بعمل سجل للحرفين العراقيين فليس الكل يعمل بالزراعة، وبالفعل قام بعمل السجلات وسجل كل حرفي أسمه بهذا السجل وكان يأخذ راتب مقابل أن يبني مدن مثل الكوفة والبصرة ويقوم بعمل حرف متميزة فكرمهم عمر بن الخطاب بذلك لهذا أسلم الحرفين أيضاً، أتمنى أن نقوم بعمل سجل للحرفين اليوم بدل إهمالهم بهذا الشكل، هل عرفتم لماذا أسلم أهل العراق الآن؟ وسترون لماذا أسلم أهل مصر وبلاد الشام أيضاً، هذه هي عظمة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- فقد بنى حضارة ليس على أنقاض الآخرين كما فعلت حضارات أخرى، بل بنى حضارة بعد أن مد يده للآخرين حتى ولو لم يكونوا مسلمين.
كانت بلاد الشام أرض خصبة رائعة فتحت على يد عمر بن الخطاب، حيث فتح الشام والعراق ومصر، بلاد مختلفة بثقافات مختلفة بلغات مختلفة وكانت طريقة تصرف عمر معهم على مبدأ أن يأخذوا الكثير كأنهم المنتصرون وليس هو، ولكن ما كان يريده عمر هو التعايش لأن لديه مشروع حضاري كبير، ولذلك ما قام به عمر بن الخطاب كانت سبعة أشياء:
1. تمليك أهل الشام من فلاحين مزارعين للأراضي الزراعية عن طريق عقود ملكية على ذمة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أي كان عمر هو الضامن لهذه العقود.
2. حرر العبيد الذين أسروا من أهل الشام على يد الرومان والمسلمين في الحروب.
3. فرض العشور وهي رسوم جمركية على التجار العرب المسلمين الذين يدخلون الشام، فمثلاً على كل 200 درهم سيدفع 5 دراهم، وهذه النقود سوف تذهب إلى فقراء الشام، وعمل سجل به أسماء فقراء الشام لتدون ممن يأخذون العشور، وبالتالي انتعشت الحالة الإقتصادية، وزادت القوة الشرائية للفقراء واندمج التجار المسلمين العرب مع أهل الشام.
4. أحضر عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- ألف من الصحابة من المدينة إلى الشام لتعليم أهل الشام القراءة والكتابة حتى يصنع نهضة ثقافية، وأصبح التعليم إلزامي فلم يعد بأهل الشام من لا يستطيع القراءة والكتابة، واندمجوا مع الصحابة فصنع عمر تعليم مع التعايش.
5. ألغى عمر الضرائب الثابتة التي فرضها الرومان على أهل كل قرية بغض النظر أنتجت أم لا، والتي كانت تجبى على شكل نقود رومانية، وفرض عمر بدلاً منها ضريبة على حسب الإنتاج وليس بالضرورة أن تكون نقوداً ولكن من الممكن أن تكون من الإنتاج الخاص بهم، ووضع شرط في العقود أن من سيقوم بالدفع من المحاصيل وليس بالنقود سيستضيف الصحابة الذين يقومون بتحصيل هذه الضريبة لمدة ثلاثة أيام بالقرية، وذلك حتى يحتك الصحابة مع أهل القرية فيحبون ويتعرفون على بعضهم البعض.
6. إذا لم يستطع أصحاب الأرض الدفع في الميعاد المحدد من الممكن الانتظار حتى جناية المحصول. سعيد بن عامر والي حمص أرسل إلى عمر بن الخطاب لأن عمر سأله عن تباطؤ المزارعين عن دفع الضريبة الخاصة بتمليكهم الأرض الزراعية، فأخبره سعيد بن عامر أنهم لم يقوموا بجني المحصول وأن ميزانية الدولة تبدأ بموسم يسبق موسم الحصاد فرحمة بهم لم يأخذ سعيد منهم النقود حتى يجنوا المحصول، ففرح عمر بن الخطاب وقال (والله لا أعزلك أبداً يا سعيد أنت رحيم أنت فهمت مراد رسول الله –صلى الله عليه وسلم-) وغير ميزانية الدولة حتى لا يتم تحصيل النقود إلا بعد حصاد أهل الشام.
7. كتب عهد لأهل الشام ألا تهدم كنائسهم ولا ينتقص منها ولا يقترب أحد من هذه الكنائس ولا من صلبانهم وتحفظ أموالهم وتأمن كنائسهم، ومن كان يريد منهم أن يوصي بماله للكنيسة يحق له ذلك وعمر بن الخطاب هو الضامن، وإن لم يستطيعوا أن يدفعوا الجزية يدفعها هو عنهم ويعاونهم عليها وهم في ذمة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأحب أهل الشام عمر بن الخطاب واندمجوا مع المسلمين لأنه أدخل الاقتصاد مع التعايش ولأنه علمهم القراءة والكتابة ودمجهم مع الصحابة فكانت النتيجة أن أصبحت الشام جزء من ثقافة المسلمين، هذه هي الحضارة وهذا ما نريد أن نصنعه حقاً لنبدع كما أبدع عمر بن الخطاب.
ليس هناك فتاة من فتيات مصر إلا وكانت مدينة لعمر بن الخطاب –رضي الله عنه- لإنقاذ حياتها.. ففي كل عام وحتى يجري النيل كان من عادة المصريون القدماء والتي وصلت فأصبحت عادة للقبط وحتى وصول عمرو بن العاص –رضي الله عنه- إلى مصر أن يأخذوا إحدى الفتيات على أن تكون صغيرة ولم تتزوج قبلاً فيزينوها ويدفعوا نقوداً إلى أهلها ويلقوا بها في النيل، وتقول هذه العادة أنه لو لم يحدث ذلك فلن يجري النيل وسيحصل الجفاف، تخيل مئات السنين كانت هذه العادة منتشرة في مصر وعاشت بنات المصريين في رعب، وعندما أتى عمرو بن العاص لم يكن يعرف هذه العادة ووجدهم يزنون فتاة ليلقوا بها لكي لا يحدث الجفاف، وكانوا يفعلون هذه العادة في الأشهر التي يبدأ بها جفاف النيل، فنهاهم عن ذلك عمرو بن العاص وأخبرهم أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن إهدار حياة الناس، فأخبروه أن النيل لن يجري بهذه الطريقة فأرسل عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب فكانت الطريقة التي عالج بها الموقف تجسد العبقرية، فهو لم يأمرهم بالقوة ولكن عاملهم بنفس الطريقة التي يفكرون بها فأرسل رسالة نصها:
(من عبد الله.. عمر بن الخطاب إلى نيل مصر إن كنت تجري لمشيأتك وأمرك فلا تجري فلا حاجة لنا بك، أما إن كنت تجري بمشيئة الله الواحد القهار وأمره فأنا أدعو الواحد القهار أمام أهل مصر أن يجريك كي نحمي بنات مصر ونحمي بنات القبط) وأمر عمرو بن العاص بأن يأخذ الرسالة بعد أن يقرأها عليهم إلى نيل مصر ويلقيها به، فقرأ عمرو بن العاص الرسالة على المصريين وأمسك الرسالة وألقى بها في النيل أمام المصريين وكانت المفاجأة أنه بعد خمسة أيام جرى النيل كما اعتاد أن يجري، فجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنقذت بنات مصر من أن تزهق أرواحهم بهذا الشكل، برسالة لأن المصريين قد تأثروا ووجدوا أن الله الواحد القهار هو من في يده جفاف النيل وليس إلقاء فتاة من عدمه.
أرأيتم سيدنا عمر بتفكيره كيف استطاع أن يجمع قلوب أناس بأفكار مختلفة مثل هؤلاء؟ كيف استطاع تجميع هؤلاء جميعاً، من علمه كل هذا؟ إن من علمه هو رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هو من ألان عمر، فعمر في البداية كان غليظ وشديد، من استطاع تغيره هكذا؟ إنه تعليم رسول الله له وكما قال الرسول –صلى الله عليه وسلم- (إنما أنا رحمة مُهداة).
يا جماعة نحن بالعشر الأواخر وبهم ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وبها أربع ثوابات: أولاً (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) لقد إبتدأ السباق يا جماعة سيغفر لك الله ما فات إن قمت لصلاة التراويح بهذه العشرة أيام ودعاؤك مستجاب وكذلك هي ليلة تعتق فيها الرقاب من النار، فهل يا ترى أنا وأنت سنعتق اليوم؟ ليلة القدر بها أربعة أشياء:
1- عتق من النار.
2- مغفرة الذنوب.
3- دعاؤك مستجاب.
4- كنوز من الحسنات بقدر ألف شهر.
ما هذه الرحمة؟ لكي تستمر الحضارة فإن التعايش شرط أساسي وبداية التعايش الحقيقي هو التعايش مع النفس، لهذا كانت ليلة القدر حتى يغفر لك ما فات ولكي نبدأ من جديد من أجل السلام النفسي والتصالح مع النفس، وتصالح الأسرة مع بعضها البعض حيث سيقومون للصلاة مع بعضهم البعض، من سيستطيع التعايش مع نفسه وأهله سيستطيع التعايش مع الآخرين، فالتعايش شرط لقيام الحضارات واستمرارها.
برامج اخري
برنامح أسرار أدعية القرآن - الجزء الثاني
برنامج أسبوعي يقدمه د. عمرو خالد يتناول فيه أدعية القرآن الكريم لما لها من أسرار كثيرة لا يعلمها الكثيرون وهي جديرة بالتأمل والتفكر فلكل دعاء من أدعية القرآن أسرار وحكم.
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد