في ظل ضغوط الحياة، وتسارع وتيرة الحياة، قد يجد بعض الناس أنفسهم مشغولين حتى عن أقرب الأقربين، ومن هؤلاء الخال والخالة، وهو لا يدري أن الخال بمنزلة الأب، وأن الخالة هي الأم الثانية، فللخالة منزلة كريمة في الإسلام ، وهي بمنزلة الأم .

كما روى أبو داود عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: « الخالة بمنزلة الأم ».

 ولذلك فقد وضعها الشرع الحنيف في المرتبة الثانية في بر الوالدين، إذا توفيت الأم الأصلية، فإن بر الخالة يعد من بر الوالدين.

البر بالخالة

عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي توبة قال: «هل لك من أم»، قال لا، قال: «هل لك من خالة»، قال نعم، قال: «فبرها».

ويروى أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، حينما قصد مكة في السنة السادسة من الهجرة وصده المشركون عنها، ووقع ما وقع من الصلح المعروف، صلح الحديبية، وكان مما حصل في ذلك الصلح والاتفاق: أن النبي عليه الصلاة والسلام، يرجع ومن معه، ثم يأتي من العام الذي بعده ليعتمر، فلما جاء صلى الله عليه وسلم، تبعته ابنة حمزة، فأخذها علي بن أبي طالب، ودفعها إلى زوجته فاطمة رضي الله تعالى عنها، وقال: دونك ابنة عمك، فتنازع فيها علي وزيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعفر بن أبي طالب، فالنبي صلى الله عليه وسلم، قال في هذه المناسبة: الخالة بمنزلة الأم يعني: أنه دفعها لجعفر، لأنه زوج خالتها.

اقرأ أيضا:

حسن الخلق عنوان شخصية المسلم ..أجر عظيم وثقل في الميزان

الكنية بابن الأخت 

أيضًا من رحمات الإسلام بالنساء اللاتي لم تلدن، أن تكنى بابن الأخت، أي يقال لها (يا أم فلان) باسم ابن الأخت، وهو جائز شرعًا.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى، قال: «فاكتني بابنك عبد الله»، يعني ابن اختها، فكأن الإسلام أراد الفضيلتين، الفضيلة الأولى إرضاء امرأة لم يرزقها الله بابن، وتأكيد على أبناء الأخت، بألا يتركوا خالاتهن بدون سؤال عليهن، أو معاودتهن، لأنهن كالأم تمامًا، ولها ذات الحقوق.

ولذلك فإن كل خالة لشخص أو عمة فهي خالة له ولجميع ذريته، وعمة له ولجميع ذريته ، فعمة أبيك عمة لك ، وخالة أبيك خالة لك ، وكذلك عمة أمك وخالتها، فخالة الرجل من جملة محارمه ، فيجوز له أن يصافحها ، ويخلو بها ، ويسافر معها. ويجوز لها أن تكشف وجهها أمامه ، كما تفعل الأم أمام أبنائها.