مفاجأة مذهلة.. الشيب قد ينقذك من الإصابة السرطان

بقلم | فريق التحرير: | الثلاثاء 28 اكتوبر 2025 - 07:32 ص

كشفت دراسة عن وجود علاقة بين تحول الشعر إلى اللون الرمادي ومقاومة الجسم لسرطان الجلد.

ويتضمن كل من الشيب وسرطان الجلد الخلايا الجذعية الصباغية، التي تنتج الصبغة في الشعر والجلد. عندما يتم استنفاد الخلايا الصبغية في بصيلات الشعر أو تتوقف عن العمل، يتباطأ إنتاج الصبغ ويتحول الشعر إلى اللون الرمادي.

وخلال الدراسة، درس باحثون من جامعة طوكيو، كيفية تفاعل الخلايا الجذعية المكونة للدم في بصيلات الشعر لدى الفئران عند التعرض للمواد الكيميائية المسببة للسرطان.

ولاحظ الباحثون أنه عند تلف الخلايا الجذعية المكونة للدم، تموت بعض هذه الخلايا، مما يؤدي إلى تحول الشعر إلى اللون الرمادي. ويحدث هذا من خلال عملية تُسمى مسار p53-p21.

ويعد هذا المسار المحدد مثبطًا للورم ويعتبر "حارسًا" للجينات البشرية، لأنه يحمي من تلف الحمض النووي بسبب الضغوطات الخارجية.

ومن خلال هذه النتائج، يعتقد الباحثون أن الشعر الرمادي قد يعكس آلية يقوم فيها الجسم بإزالة الخلايا الجذعية التالفة قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.

مع ذلك، لا تتبع جميع الخلايا هذه العملية، وتلك التي لا تتبعها قد تتحول إلى خلايا خبيثة.

وقال الدكتور ديفيد سينكلير، أستاذ في قسم علم الوراثة في كلية الطب بجامعة هارفارد، والذي لم يشارك في الدراسة، لصحيفة "ديلي ميل"، إن النتائج يمكن أن تساعد في صياغة علاجات وقائية لسرطان الجلد وبعض أنواع السرطان الأخرى.

وأضاف أن "النتائج التي توصلت إليها الدراسة التي أجرتها جامعة طوكيو، والتي تشير إلى أن الشيب قد يعكس دفاع الجسم ضد السرطان، هي نتائج مثيرة للاهتمام. ويشير ذلك إلى أن فقدان الصبغة قد يكون وسيلة للحماية من تحول الخلايا التالفة إلى خلايا سرطانية".

وتابع: "إذا تمكنا من تعلم كيف يمكن للشعر الرمادي أن يحمي من السرطان، كما تشير الدراسة، فقد نتمكن من اكتشاف طرق جديدة لوقف الورم الميلانيني قبل أن يبدأ".

وعلى الرغم من عدم وجود عمر "طبيعي" يبدأ فيه شعر الشخص بالتحول إلى اللون الرمادي، تشير بعض الدراسات إلى أن المتوسط العام هو أوائل الأربعينيات من عمر الشخص.

مع ذلك، فقد يرى الأشخاص أول شعر رمادي في شعرهم في الثلاثينيات من عمرهم، ولا يعد التعرض للسموم السرطانية السبب الوحيد.

مع تقدم الأشخاص في السن، تبدأ الخلايا الجذعية الصباغية في بصيلات الشعر في التضاؤل بشكل طبيعي، مما يقلل من إنتاج الميلانين ويسبب فقدان الشعر للونه.

العاملان الأكثر أهمية في شيب الشعر هما الوراثة والتقدم في السن. لكن التوتر قد يلعب دورًا أيضًا. يمكن أن يحدث الشيب المرتبط بالتوتر، لأن تصبغ الشعر يتأثر بخلايا جذعية الصباغ، وهي حساسة لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول.

عند ارتفاع مستوى التوتر، قد تتوقف هذه الخلايا عن العمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ظهور الشعر الرمادي. لكن إذا تخلصت من التوتر مبكرًا، ولم تتضرر الخلايا بشكل دائم، فقد تستأنف إنتاج الصبغة، وتستعيد لونها.

وتوصلت دراسة أجريت عام 2021 من قبل جامعة كولومبيا وجامعة ميامي إلى أن شعر بعض الأشخاص استعاد لونه الطبيعي بعد انخفاض مستوى التوتر.

في حين يرى بعض الناس أن الشيب أمر سلبي، تشير الدراسة التي أجريت في طوكيو، والتي نشرت على الإنترنت في مجلة "نيتشر سيل بيولوجي"، إلى أنه قد يكون سمة إيجابية، وعلامة على القدرة الشاملة على الصمود ضد المرض.

وقال المؤلف الرئيس البروفيسور إيمي نيشيمورا في بيان صحفي: "هذه النتائج... تعيد صياغة الشيب وسرطان الجلد ليس باعتبارهما حدثين غير مرتبطين، ولكن باعتبارهما نتائج متباينة لاستجابات الخلايا الجذعية للإجهاد".

وبينما يفضل الكثيرون استخدام الصبغ لإخفاء شعرهم الرمادي، وجدت الأبحاث الحديثة أن مجموعة من منتجات العناية بالشعر - بما فيها بعض الأصباغ - تحتوي على مادة الفورمالديهايد الكيميائية، التي قد تسبب السرطان.

ويمكن للفورمالديهايد، المستخدم في منتجات الشعر كمادة حافظة، أن يخرج على شكل غاز بمرور الوقت من خلال عملية تعرف باسم "إزالة الغازات" - خاصة عندما يتلامس مع الحرارة.

وإذا استُنشِقت هذه الأبخرة بشكل متكرر، فقد تُسبب آثارًا جانبية طفيفة، مثل تهيج العين والجهاز التنفسي، ومشاكل صحية خطيرة، مثل زيادة خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة. وتزداد هذه المخاطر إذا كانت منطقة مثل الحمام أو غرفة النوم سيئة التهوية.

وقد ارتبط التعرض للفورمالديهايد أيضًا بسرطان الجلد.

تشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يزيد من انتشار خلايا الورم الميلانيني في بيئة المختبر، وهناك حالات موثقة من الورم الميلانيني في تجويف الأنف لدى العمال الذين تعرضوا للفورمالديهايد لفترة طويلة.

تحذر عيادة كليفلاند من أن الورم الميلانيني هو أخطر أنواع سرطان الجلد، إذ إنه ينمو بسرعة ولديه القدرة على الانتشار إلى أي عضو.

أفضل طريقة لاكتشافه مبكرًا هي فحص البشرة شهريًا للبحث عن شامات جديدة أو متغيرة، وإجراء فحوصات للجلد لدى طبيب الأمراض الجلدية.