أخبار

الإتقان في الأعمال.. قيمة إنسانية تصنع النجاح وتبني الأمم

الفول السوداني يحسن الذاكرة في 4 أشهر فقط

تعرف على الفرق بين كوفيد والإنفلونزا

حين يغتابك الناس.. افرح

هذه أسهل طريقة للبكاء من خشية الله

عبادة ترفع البلاء في الدنيا وتنجيك من عذاب النار في الآخرة

يوم القيامة له طبيعة خاصة.. تعرف على أهواله وشدائده.. هؤلاء ينجيهم الله تعالى من حر يوم المحشر

الطب النبوي يجعلك صحيح البدن سليم القلب .. هذه أهم ملامحه

إمرأة نجاها حسن الظن بالله من الفاحشة.. هذا ما حدث

لو كنت مريضًا بالنظر للنساء وتتبع عوراتهن.. احذر هذه النتائج على أخلاقك وعقلك؟!

الإتقان في الأعمال.. قيمة إنسانية تصنع النجاح وتبني الأمم

بقلم | فريق التحرير | الاربعاء 03 ديسمبر 2025 - 08:17 م

يُعدّ الإتقان في الأعمال واحدة من أهم القيم التي حثّت عليها الشرائع السماوية، ودعت إليها الفطرة الإنسانية، وتبنّتها الحضارات عبر التاريخ باعتبارها أساس التقدم وعمود النجاح. فالمجتمعات لا تُبنى بالشعارات ولا ترتقي بالكلمات، بل تُشيّد بالعمل المتقن الذي يثمر نتائج حقيقية، ويترك أثرًا باقياً على الفرد والجماعة.


الإتقان… مفهوم يتجاوز الجودة


الإتقان لا يعني مجرد أداء العمل على وجه مقبول، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى أعلى درجات الحرفية والإبداع. إنه التزام عقلي وقلبي وروحي يجعل العامل يقدّم أفضل ما لديه دون تهاون أو تقصير. ويجمع الخبراء على أن الإتقان يرتبط بثلاثة عناصر أساسية:


1. المعرفة العميقة بما يقوم به الإنسان.


2. الإخلاص في الأداء وابتغاء النفع.


3. الاستمرارية في التطوير والتحسين.


من منظور إسلامي: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”


جاءت النصوص الشرعية لتؤكد أن الإتقان عبادة يتقرب بها العبد إلى الله، إذ يُظهر بها أمانته وصدقه وحرصه على مصالح الناس. فالإنسان مطالب بأن يؤدي عمله كما لو كان يراه الله، وأن يصون حقوق الآخرين من خلال جودة ما يقدمه.

ويعد الإتقان أحد مظاهر الإحسان الذي دعا الإسلام إليه، إذ لا يكتمل الإيمان إلا بتحقيق الإحسان في القول والعمل.


الإتقان ودوره في نهضة الأمم


جميع الأمم التي وصلت إلى مصافّ الدول المتقدمة اعتمدت على ثقافة الإتقان، بدءًا من التعليم مرورًا بالصناعة وحتى الإدارة والخدمات. فالإتقان:


يرفع مستوى الإنتاجية ويقلل الأخطاء.


يخلق سمعة قوية للمنتجات والخدمات.


يسهم في جذب الاستثمارات وتنشيط الاقتصاد.


يعزز الثقة المتبادلة بين الأفراد والمؤسسات.


وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن الدول التي تضع معايير صارمة للجودة والإتقان تحقق معدلات تنمية أعلى من غيرها.


الإتقان في الحياة العملية اليومية


لا يقتصر مفهوم الإتقان على أصحاب المهن المتقدمة أو الوظائف القيادية، بل يشمل الجميع:

المعلم في فصله، والطبيب في عيادته، والمهندس في موقعه، والعامل في مصنعه، والطالب في دراسته.

وكل فرد يضع بصمته في بناء المجتمع من خلال إتقانه لما يقوم به، مهما بدا بسيطًا أو صغيرًا.


عوائق الإتقان… وكيف يمكن تجاوزها؟


على الرغم من أهميته، إلا أن كثيرًا من المجتمعات تعاني من ضعف ثقافة الإتقان نتيجة:


غياب الرقابة الذاتية.


غلبة ثقافة الاستعجال على حساب الجودة.


ضعف التدريب والتأهيل في العديد من القطاعات.


القناعة بالحدّ الأدنى من الأداء.



ولمواجهة ذلك، يؤكد الخبراء على أهمية:


تعزيز قيم الأمانة والمسؤولية منذ الصغر.


توفير برامج تدريبية مستمرة.


نشر ثقافة الجودة في المؤسسات.


تحفيز العاملين وتشجيعهم على الإبداع.



الإتقان… مفتاح التميز الشخصي وروح المنافسة الشريفة


الشخص المتقن يكون دائمًا في صدارة المرشحين للترقيات والفرص الجديدة، لأن المؤسسات تبحث عن من يضمن الجودة ويصنع الفارق. كما أن الإتقان يمنح الإنسان ثقة أكبر بنفسه، ويجعله يشعر بقيمة ما يقدم للمجتمع.


الإتقان ليس رفاهية ولا خيارًا ثانويًا، بل ضرورة حضارية وأخلاقية واقتصادية. وهو الطريق الأقصر نحو بناء أمة قوية، وإنسان واعٍ، وبيئة عمل تتسم بالجدية والإبداع.

وعندما يصبح الإتقان ثقافة عامة وسلوكًا يوميًا، تتحول الأعمال البسيطة إلى إنجازات عظيمة، ويتحوّل المجتمع كله إلى ورشة بناء متقدمة تليق بطموحات أبنائه ومستقبله.



موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled الإتقان في الأعمال… قيمة إنسانية تصنع النجاح وتبني الأمم