كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن سر العلاقة بين الاستغفار وزيادة الرزق، قائلاً إن "الذكر وخاصّة الاستغفار يفتح بيننا وبين رزق الله بابًا نُرزَق منه".
وأضاف خالد في الحلقة الثانية عشر من برنامجه "حياة الذاكرين" على قناة "يوتيوب"، إنه لم تأت عبادة موصوفة في القرآن بلفظة "كثيرًا"، إلّا الذكر، فهو العبادة الوحيدة التي ربطها الخالق بالكثرة، فقال عنه: "اذكُرُوا اللهَ ذِكرًا كثيرًا"، "والذّاكِرينَ الله كثيرًا والذَّاكرات"، "كي نُسبِّحكَ كثيرًا، ونذكُرَكَ كثيرًا"، وذلك حتى يحقّق مفعوله، وترى نتيجته وأثره في حياتك ويغيّرك من الداخل.

أثر الذكر 

وأوضح أنه "عندما تذكر كثيرًا كُلما امتلأ عقلك الباطن بفكرة تثبت بداخل دماغك، لأن عقلك الباطن يتصرّف حسب الشيء الموجود فيه والمخزّن بداخله؛ فكُل ما تذكُر كُل ما أثر الذكر سينعكس عليك في تصرّفاتك وفي طريقة حياتك، لو عقلك الباطن مليء بتقوى الله فأنت ستتقي الله، وتقوى الله تأتي بالذكر الكثير".
وتابع ناصحًا: "لو أردت أن تصفّى روحك، وأن يبسط الله لك في رزقك، اتَّقِ الله واذكُره كثيرًا، وخاصّة الاستغفار.. يقول النّبي – صلّى الله عليه وسلّم –: "مَن لَزِمَ الاستغفار جعل الله له من كُل ضيقٍ مخرجًا، ومن كُل هَمٍّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب".
وتحدث خالد عن أثر الذكر في حياة الإنسان، قائلاً إن "ذنوبنا تقف حائلاً وحاجزًا بيننا وبين الغُفران، وبين التقوى، وبين عطاء الله، وتمنع الأرزاق.. يقول النبي – صلّى الله عليه وسلّم –: "إنّ العبد ليُحرَم الرزق بالذنب يُصيبه".
واستدرك: "أما الذكر وخاصّة الاستغفار يفتح بيننا وبين رزق الله بابًا نُرزَق منه؛ يقول الله تعالى في القُرآن: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ... "، و"وألَّوْ استقامُوا على الطريقَةِ لأسقيناهُم ماءً غدَقًا"، "فقُلتُ استَغفِرُوا ربَّكُم إنّه كان غَفّارًا يُرسِلِ السّمَاءَ عليكُم مدْرارًا ويُمدِدكُم بأموالٍ وبَنين ويجْعَل لكُم أنهَارًا".

الاستغفار والرزق

وقال خالد إن "القُرآن دائمًا يربط بين الاستغفار والرزق بروابط عجيبة، التقوى تأتي بالاستغفار، والاستغفار، لأنّ الله يغفر الذنوب جميعًا، ويفتح الرزق لعباده؛ فابدأ تجربة الذكر لأنّ الله غفّار، ولأنه يستحق أن يُعبَد، وأن يُوقَّر، ولا تجعل تجربة الذكر والاستغفار من أجل الحصول على الرزق والمال".
لكنه حث على أن يكون ذكر الله، "لأنك تحبّه وتريد أن ترضيه؛ فالاستغفار لنَيْل غُفران الله وتوقير الله وإجلاله سُبحانه وتعالى.. كُل هذا بوعود ربّانية ونبَوية".
وبين أن "الاستغفار يؤدّي للتقوى، والتقوى تزيد من تركيزك في كُل شيء تفعله في الحياة، فالاستغفار يصحّح مسارك في الحياة، ويضبط لك حياتك، ويزيد رزقك، ألزم نفسك بالاستغفار كل يوم ولو بعدد قليل منّه، لكن لابد أن تداوم عليه يوميًا".

تجربة عمرو خالد مع الاستغفار

وروى خالد تجربته مع الذكر والاستغفار، وكيف أن التقوى تكون سببًا في زيادة الرزق مصداقًا لقول الله تعالى في القُرآن: "ومَن يَتَّقِ الله يجعَل لَه مخرجًا ويرزُقه مِن حيث لا يحتَسِب".
وقال: "أنا ليَّ وِرد من الاستغفار كُل يوم، وهو 500 من الاستغفار؛ ذات مرّة وأنا أقود سيارتي، ولم أكن مشغولاً بأي شيء آخر في ذهني أي شيء سوى الاستغفار، وفجأة خطر في بالي أن في مالي مبلغًا لم يكن من المفروض أن يدخُل حسابي ودخل بالخطأ، وقتها وقّفت الاستغفار وكلّمت الشخص الذي دخل ماله في مالي بالخطأ، وقُلت له إن المبلغ دخل في حسابي عن طريق الخطأ، وكُنت أفعل ذلك من باب تقوى الله وخشية الله، وأنا أجري المُكالمة كان وقتها صعبًا جدًا عليّ أن أعيد المبلغ، لأن حالتي المادية كانت مُتعسّرة خلال تلك الفترة، ولكن وأنا أتكلّم معه، وجدت فيه مُكالمة أخرى (Waiting) على الهاتف لشخص لم يكلمني تقريبًا منذ حوالي سنة، فأكمّلت مُكالمتي، وبعدها كلمته؛ وفاجأني بقوله إن ليّ عنده مبلغًا كان مقترضه مِنّي منذ عام ولم يعده، وكان ضعف المبلغ الذي دخل حسابي بالخطأ".

الورد اليومي

وحث على خوض تجربة الذكر والاستغفار بوِرد يومي ثابت وسترى كيف تتغير حياتك.. وهذا الوِرد كالآتي:
•100 استغفار.
•100 لا إله إلّا الله.
•500 الباقيات الصالحات.
-سبحان الله 100.
-الحمد لله 100.
-لا إله إلّا الله 100 كمان مرّة.
-الله أكبر 100.
-لا حول ولا قُوّة إلّا بالله 100.
وأكد خالد أن "700 تسبيحة من الذكر في وقت حوالي رُبع ساعة أو ثلث ساعة يوميًا قادرة على أن توسع رزقك، وتداوي رُوحك، وتُرزَق بهم تقوى الله".