لذا عليك عزيزي المسلم، أن تتيقن أن العوض لا يمكن حسابه بهذا الشكل.. وأنه هناك فرق كبير بين ما تتمناه أنت أو ( نفسك فيه ).. وبين الخير الذي سيأتيك .. خصوصًا أن هذا الخير مؤكد أمر غيبي، ولا يعلم الغيب إلا الله، فدعه يختار لك الأفضل، وفي توقيته المناسب.. فلا تتعجل العوض ولكن اسأل الله عز وجل الخير في الدنيا والآخرة.
من أعظم صور العوض
عزيزي المسلم، تيقن أنه من أعظم صور العوض أنك تجد نفسك استغنيت !.. الشيء الذي آلمك أو أوجعك جدًا بعد فقده، ومنتظر عوضك فيها .. ستجد نفسك مع الوقت .. أصبح أمرًا عاديًا .. لا يفرق معك تأتي أو لا ..
فإن تصل إلى هذه المرحلة وهي أنك لا تريدها بالأساس (أي لا تريد هذا العوض) فتيقن أنك حصلت على أكبر عوض في حياتك كلها من الله عز وجل، وهو الاستغناء بالله.. وهو أمر لا يصل له إلا من رضي الله عز وجل عنه بشكل غير عادي، فأرضى قلبه وأسكنه الاستغناء، ونزع منه التفكير فيما فات أو مضى، بل وتيقن أن ما هو آتٍ أفضل لاشك لأنه يعتمد على الله فيه وفقط.. فالمرجعية هنا تكون الله وحده وكفى.
اقرأ أيضا:
كيف تكون صادقًا مع الله ومع النفس ومع الآخرين؟.. تعرف على أهم الوسائلكيفية التطبيق
لكي تستطيع أن تطبق هذا الكلام على الأرض، أي أن تصل لدرجة الاستغناء عن كل ما فقدته، باللجوء إلى الله وكفى، اعلم يقينًا أن هذا الكلام من الصعب جدًا أن تعيشه من دون يقين وتسليم لله عز وجل.. واتصال روحك بالذي خلقك .. حتى تعرف كيف تقرأ رسائله وترى فضله ونِعمَهُ ( الباطنة)..
من دون ذلك ستظل قاصرًا نظرتك على نِعم ظاهرة وفقط ، لو لم ترها كما ترسمها في خيالك بالضبط .. مؤكد ستتعب وتغضب وترهق نفسك لأنك ستعيش منتظر ومحبط طوال الوقت .. وهنا تدبر قوله تعالى: « وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ ».