مهما أطلق المسلم لنفسه العنان فلن يصل خياله إلى منتهى نعيم الجنة، وذلك مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم :" فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".
ومنتهى ذلك هو الإيمان والتصديق، وقد ذكر القرآن الكيرم والسنة النبوية المطهرة صورا من نعيم الجنة، منها:
أنهار الجنة:
من نعم الجنة التي ذكرها الله عز وجل في قرآنه المجيد، أنهار الجنة، فهل هي كأنهار الدنيا، ولماذا جعل الله سبحانه وتعالى الأنهار من أكبر نعم الآخرة؟.
يقول الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ»، ويقول أيضًا: «جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ».
وأنهار الجنة هي وعد الله للمتقين في الدنيا، قال تعالى: « مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَخَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ»، ماء غير آسن أي وفير الماء وصافي ولا تتغير رائحته أبدًا.
اقرأ أيضا:
المجاهرون بالمعصية والفطر في رمضان .. هذا عقابهم في الدنيا والآخرةنهر الكوثر:
ومن الأنهار التي ذكرها القرآن الكريم، نهر الكوثر، قال تعالى: «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ»، وحينما سئل الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم عن عن الكوثر فقال: «هو نهر أعطانيه اللهُ عز وجل في الجنة ترابه المسك، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل ترده طير أعناقها مثل أعناق الجزر، قال أبو بكر يا رسول الله إنها لناعمة فقال "أكلتها أنعم منها".
وقال ابن عمر لما نزلت «إنَّا أعطيناك الكوثر»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو نهر في الجنة حافتاه من ذهب يجري على جنادل الدر والياقوت شرابه أحلى من العسل وأشد بياضاً من اللبن وأبرد من الثلج وأطيب من ريح المسك».
وعدد الله سبحانه وتعالى أنهار الجنة، حيث قال: « وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى»، لبن لم يتغير طعمه لأنه لم يخرج من ضروع الماشية، وخمر لذة للشاربين.
إذ سيكون بالجنة أنهار من الخمر أحلها الله للمؤمنين الذين صبروا على عدم شربها في الدنيا مع الفرق في الطعم التي تصل لدرجة اللذة كما وصفها القرآن.
أما أنهار العسل فهي في غاية الصفاء وحسنة اللون والطعم والريحة، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد».