وكل الخواطر وما يدور في النفس، يعلمه الله، يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ».
فالله تعالى يحصي كل ما نفعل في الدنيا، حتى وإن نسيناه، فإنه حاشاه أن ينسى، كل شيء مكتوب ومحفوظ، ثم يواجهنا به الله عز وجل يوم القيامة، فنفاجأ بكل كبيرة وصغيرة.
1-«يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ».
2- ويقول تعالى أيضًا: «وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا».
3- يقف الجميع بين يدي الله تعالى يوم القيامة جماعات، ثم يقدم كل فرد على حده، ليحاسب على ما اقترف، آثام والعياذ بالله، أو خيرات حسان، قال تعالى: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ » (الزلزلة: 7، 8).
فهو تعالى عالم بكل شيء، وبيده كل شيء، بكل شيء بصير، وعلى كل شيء قدير، يخلق ما يشاء ويختار، وكل شيء عنده بمقدار.
4- قال تعالى: « قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى » (طه: 51 - 52)، فهو الذي أحصى كل شيء في كتاب: « وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا » (النبأ: 29)، وهو الذي أحصى كل شيء عددًا: « وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا » (الجن: 28).
5- أكثر ما يخشاه المرء يوم القيامة أن يقف بين يدي الله عز وجل، ثم يفاجئ بما فيه من أهوال، فيقول: «يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا» (الكهف: 49).
6- بينما كان يتمنى أن يكون مع الذين قالوا: «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ».
والإنسان مهما فعل واحتاط لنفسه وهو يقوم بالمعصية، فإن أمره لا يخفى على خالقه، يدرك فعله، ويباشر أمره، فإن شاء عفا، أو عاقب.
اقرأ أيضا:
نسمع عن عذاب القبر.. ماذا عن نعيمه؟