للأسف غاب عن كثير من والمسلمون، صفة كانت أهم ما يميزهم، وهي «الطبطبة»، خاصة وأن الإسلام يدعو إلى جبر الخواطر، ويعلي القيم الإنسانية كأساس في الحياة.
فهذا يطبطب على صديقه المبتلى، أو الذي يمر بأزمة ما، أو يجبر بخاطر طفلاً صغيرًا يبكي بقطعة حلوى، وعلى الرغم من أن لهذا الفعل مفعول السحر على الجميع، كبارًا وصغارًا، إلا أنه غاب عن مجتمعاتنا، ولا أحد يدري ما السبب!
والمتتبع لحياة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ستراه خير من كان «يطبطب» على الناس، صغيرًا كان أم كبيرًا.

اقرأ أيضا:

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنةوفي ذلك يقول أنس بن مالك: «كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من أحسن الناس خلقا، وأرحبهم صدرًا، وأوفرهم حنانًا فقد أرسلني يومًا لحاجة فخرجت، وقصدت صبيانًا كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم ولم أذهب إلى ما أمرني به، فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي، ويأخذ بثوبي، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتبسم ويقول: يا أنيس أذهبت إلى حيث أمرتك؟ فارتبكت وقلت: نعم إني ذاهب الآن يا رسول الله، والله لقد خدمته عشر سنين، فما قال لشيءٍ صنعته: لم صنعته؟! ولا لشيء تركته: لم تركته؟».

خير الناس

إذن لتكن من أخير الناس، عليك بنفع الناس، فإن تعرف أن فلانا توفاه الله، اذهب وقدم واجب العزاء لأهله، وإن علمت أن فلانا مريض، اذهب وازره وادع الله له بأن يرفع عنه البأس ويرزقه الشفاء.
فقد كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول: «خير الناس أنفعهم للناس»، فأقل الأعمال الطيبة، تعد من الفعل الحسن، فلا تقلل من عمل، ولا تمنع نفسك عن عمل يقربك إلى الله ولو قيد أنملة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خيركم من أطعم الطعام، ورد السلام».. انظر لأن تساعد في إطعام شخص ما تكن من الخيرين، ولو بقطعة جبن ولقمة عيش، وإن ترد السلام فأنت من أهل الخير، وما أسهل من هذا الأمر!.

كن رحيما

فأن تكون رحيما بالناس، فهذا من الإسلام لاشك، فالله عز وجل كتب على نفسه بذاته العليا الرحمة، قال تعالى: «كتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ » (الأنعام: 54)، فكلما كان العبد أرق قلبًا، وأعظم نفعًا لعباد الله، وأكمل إحسانًا في عبادة الله، كان نصيبه أعظم وأوفر من رحمة الله، قال تعالى: « إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ » (الأعراف: 56)، بل أنه عز وجل لم يرسل نبيه صلى الله عليه وسلم إلا رحمة للعالمين، كما قال: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ » (الأنبياء: 107)، فعجبا لأمر المسلم، أن يعرف كل ذلك ولا يدري كيف يكون رحيما بالناس، يطبطب عليهم ويرفع عنهم بلواهم، ويساعدهم ويعينهم على ما ابتلو به!.