تجلّت بركة يد النبي الشريفة صلى الله عليه وسلم في مسحه لوجه بعض أصحابه، حيث كانت وجوههم تنير ويظهر عليها أثر بركة النبي صلى الله عليه وسلم.
قدم وفد من بني البكاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة نفر : ( معاوية بن ثور، وابنه بشر، والفجيع بن عبد الله) ومعهم عبد عمرو البكائي .
فقال معاوية: يا رسول الله، إني أتبرك بمسّك فامسح وجه ابني بشر، فمسح وجهه، ودعا له، فكانت في وجهه مسحة النبي صلى الله عليه وسلم كالغرة، وكان لا يمسح شيئا إلا برأ وأعطاه أعنزا عفرا قال الجعد: فالجائحة ربما أصابت بني البكاء ولا تصيبهم.
ولذلك قال محمد بن بشر بن معاوية:
وأبي الذي مسح الرسول برأسه .. ودعا له بالخير والبركات
أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا .. عفرا نواجل ليس باللجبات
يملأن وفد الحي كل عشية .. ويعود ذاك الملء بالغدوات
بورك في منح وبورك مانحا .. وعليه مني ما حييت صلاتي
وقدم وفد محارب سنة عشر في حجة الوداع وهم عشرة نفر منهم سواء بن الحارث، وابنه خزيمة، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه خزيمة، فصارت له غرة بيضاء.
وعن خزيمة بن عاصم البكائي أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه فما زال جديدا حتى مات.
وقال رجل: كنت عند قتادة بن ملحان حيث حضر فمر رجل من أقصى الدار فأبصرته في وجه قتادة، قال: وكنت إذا رأيته كأن على وجهه الدهان، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجهه.
وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه قال: أصابتني رمية- وأنا أقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر- في وجهي، فلما سالت الدماء على وجهي وجبيني وصدري، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فسلت الدم عن وجهي وصدري إلى ثندوتي ثم دعا لي.
قال فكان عائذ يخبرنا بذلك حياته، فلما مات وغسلناه نظرنا إلى ما كان يصف لنا من أثر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم التي مسها ما كان يقول لنا من صدره، فإذا غرة سائلة كغرة الفرس.
ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه أسيد بن أبي إياس رضي الله، وألقى يده على صدره فكان أسيد يدخل البيت المظلم فيضيء.
وعن أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد قالت: كنا عند عتبة أربع نسوة ما منا امرأة إلا وهي تجتهد في الطيب، لتكون أطيب من صاحبتها، وما يمس عتبة الطيب، وهو أطيب منا، وكان إذا خرج إلى الناس قال: ما شممنا ريحا أطيب من ريح عتبة.
فقلنا له في ذلك، فقال: أخذني السرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوت ذلك إليه فأمرني أن أتجرد من أثوابي فتجردت، وقعدت بين يديه، وألقيت ثوبي على فرجي فنفث في يده، ثم وضع يده على ظهري وبطني فعلق هذا الطيب من يومئذ.
وقال وائل بن حجر رضي الله عنه : كنت أصافح النبي صلى الله عليه وسلم أو يمس جلدي جلده فأعرف في يدي بعد ثالثة أصيب من ريح المسك.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها