كثر خلال الفترة الأخيرة اللغط حول التزام الجلوس في المنزل، خوفًا من انتشار فيروس كورونا اللعين، الذي ضرب عددًا كبيرًا من دول العالم، حيث لجأ الناس إلى قرار التزام المنزل، ومنع الصلاة في المساجد، وهو إجراء اضطراري، لجأ إليه خير البشر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم حينما اشتد المطر والبرق والرعد على المسلمين، فنادى في أصحابه أن صلوا في رحالكم.. لذلك لابد ألا يحزن المسلمون للصلاة في المنازل طالما هو إجبار واضطرار لأمر عظيم لا يمكن مواجهته إلا بهذه الطريقة.
اقرأ أيضا:
من نفحات الحج المبرور.. فقراء بكوا لزيارته وأغنياء استبدلوه بمتعتهم الزائلةبلاء من الله
الوباء أو الفيروس أو الطاعون، هو بلاء يرسله الله عز وجل إلى من يشاء وقتما يشاء، ولذا علينا الاحتياط لمواجهته بشتى الطرق، ولا نحزن على قرار مثل غلق المساجد، لأن البديل هو احتساب الله عز وجل الجالس في المنزل خوفًا من الطاعون شهيدًا.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الطاعون فأخبرني أنه: «عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد».
ثم ينجي الله تعالى الناس بإذن الله باحتسابهم وصبرهم: «فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ » (هود:116).
هكذا تكون النجاة
لكن وسط كل ذلك، كيف تكون النجاة؟، النجاة واضحة في نص الحديث النبوي وهي التزام المنزل بعيدًا عن مواطن أو أماكن انتشار الفيروس، فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا.
لذلك فقد فسر بعض العلماء الآية الكريمة: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ » (البقرة:243)، بأن المقصود هم أناس ضربهم الطاعون فخرجوا جماعات جماعات هربًا من هذا الطاعون، فكانت النتيجة أنهم ماتوا جميعًا.
لذا ليس هناك أفضل من التزام المنزل للنجاة، وهي أمور ومواقف عايشها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وصحابته، وتعاملوا معها هكذا.. أي أنه ليس ابتداع في الدين، وإنما سيرًا على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم.