أخبار

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

مفاجأة حول الاستحمام يوميًا.. ليس له أي فائدة صحية حقيقية!

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

الدعاء سلاح نافذ في رفع الأزمات والكروب.. هذه فضائله

بقلم | محمد جمال | الخميس 09 ابريل 2020 - 06:41 م
البعض وبجهل منه يعتقد أن الأخذ بالأسباب فقط عليه مدار معالجة الأمور، وأن الدعاء الذي هو إقبال القلب خاضعًا خاشعًا لله تعالى من كماليات الأمور، حتى ظن البعض أنه يمكن الاستغناء عنه فيما يتوهم آخرون أن الاعتقاد في معالجة الدعاء للأزمات والشدائد من الدروشة التي لا يمكن التسليم لها شرعا وعقلا.

والحقيقة أن الدعاء ليس كما يتوهمون من كماليات الأمور لكنه العبادة نفسها؛ ففي الحديث: الدعاء هو العبادة، بل لقد تعبد الله عباده بالدعاء فطلب منهم أن يدعوه تضرعا وخفية" ادعوا ربكم تضرعا وخفية"، وهو القائل:"وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سيدخلون جهنم داخرين"، وليس منا من أحد إلا وله مطلب وحاجة يريد قضاءها، وعلى من يريد قضاء حاجته أن يلجأ إلى الغني قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر:15)، فنحن ندعو الله لأنه مالك الملك: (قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:26).

ومما يجدر الإشارة إليه أن الله تعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ولو أن العالم كله سأل الله عز وجل فأعطى كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عند الله كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر).  

التذلل والخضوع:


والدعاء الذي يحبه الله تعالى هو الدعاء بقلب خاشع بتذلل وخضوع لله تعالى فليس مجرد كلمات ينطق بها اللسان والقلب لاهٍ وساهٍ، لكنه ذكر مع حضور القلب واستشعار عظمة الخالق سبحانه وتعالى وهذا الذي يريده الله من عباده، لإنه يتضمن الاعتراف بالضعف في مقالبة القوة المطلقة والجهل في مقالبلةالعلم التام كما يتضمن كمال الذل في مقالبة كمال العزة منه سبحانه وتعالى ومن كان هذا حاله مع الله تعالى فحري بالله تعالى أن يستجيب دعاءه يرفع كلماته وخاصة غن كان في حال ضعف أو كان صاحب مظلمة هو محق فيها.

دعاء الأنبياء:


لما كان الأنبياء عليهم رضوان الله تعالى هم اعبد الخلق لله تعالى فكانوا أعبد الخلق لله تعالى فكانوا إذ ذاك أكثرهم له دعاء ورجاء طمعا في ثوابه وخوفا من عقابه؛ فكان الدعاء ديدنهم؛ فهذا خليل الله إبراهيم يجتمع عليه قومه وقد كذبوه يريدون حرقه فيستعين عليهم بتفويض الأمر إلى الله عز وجل حيث قال حسبي الله ونعم الوكيل وهذا من أنفع ما يكون حينما يصدر من قلب واع فاهم، لذلك جاء الأمر الإلهي للنار (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) (الأنبياء:69)

وهذا يونس عليه السلام، دعا قومه كثيرًا إلى الإيمان فاستعصوا عليه، فضاق بهم صدرًا، وغادرهم مغاضبًا قال تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء:87) لفقد ظن أن الله تعالي لن يضيق عليه الأرض فهي واسعة، وما دام هؤلاء يعصون من البداية فإن الله سيوجهه إلى قرية أخرى وقوم آخرين، وبالفعل خرج سيدنا يونس عليه السلام من القرية حتي وصل إلى شاطئ البحر، فوجد سفينة فركب فيها، حتى إذا سارت في البحر وثقلت قال قائدها لابد من إلقاء أحد ركاب السفنة في البحر حتى ينجو سائر من في السفينة من الغرق، فاستهموا فجاء السهم على نبي الله يونس عليه السلام ـ في كل المرات ـ فراجع يونس عليه السلام نفسه فأدرك أن هذا بسبب خروجه من القرية دون أن يكون هناك إذن أو أمر من الله تعالى، فألقى نفسه في البحر فالتقمه الحوت، فلما كان في الظلمات – ظلمة جوف الحوت، البحر، الليل – نادى ربه فقال ( لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء:87) فاستجاب الله تعالى دعـاءه، ونجـاه من الغم الذي هو فيه، ثم ألقاه الحـوت على الساحل قال تعال: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء:88) ولتعلم الأمة من هذا أن الهم كلما زاد كلما دل على قرب الفرج:

ونتعلم من قصة سيدنا يونس عليه السلام أن صاحب الدعوة عليه أن يكون رجاعًا إلى الله دائمًا فإن في رجعة سيدنا يونس إلى ربه واعترافه بظلمه عبرةً وعظةً على الأمة أن تتدبرها، وإن في رحمة الله به، واستجابته دعاءه في الظلمات لبشرى للمؤمنين (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ).

وهذا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فقد آذاه قومه واضطهدوه وأخرجوه من قريته وكثيرا ما كان يدعو وقد أثر عنه صلى الله عليه وسلم أدعية كثيرة منها: اللّهم إنّي أسألك عيشةً نقية، وميتة سويَّة، ومردّاً غير مُخزٍ ولا فاضح، وقوله: اللّهمّ إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس، يا أرحم الرّاحمين، أنتَ ربّ المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلاّ بك".

شروط استجابة الدعاء:


أولًا التيقن من الإجابة: فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل) رواه أحمد بإسناد حسن.
ثانيًا عزم المسألة: فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فاعطني فإنه لا مستكره له) رواه البخاري ومسلم.
ثالثًا الخشوع وانكسار القلب: قال تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(المائدة: من الآية27)
رابعًا عدم الاستعجال: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي) رواه البخاري ومسلم.
خامسًا أكل لحلال: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون َ)، ولما طلب سعد بن أبي وقاص ـ رضى الله عنه ـ من النبي أن يدعو له أن يكون مستجاب الدعوة، قال له: (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة..)

آداب الدعاء:


أولًا: البدء بحمد الله وتمجيده والثناء عليه، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوله وآخره: فعن فضالة بن عبيد قال: " سمع رسول الله صلى الله عليه وسلمرجلًا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم عجَّل هذا، ثم دعاه فقال له ولغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل،والثناء عليه، ثم يصلي علىّ، ثم يدعو بعد بما شاء " رواه أبو داود والنسائي والترمذي ، ومن الآداب تحقيق الطهارة واستقبال القبلة قدر الإمكان والتوبة والاستغفار.
ثانيًا :الاستمرار والمداومة عليه والإلحاح فيه.
ثالثًا: عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم: فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل الله له دعوته، وإما أن يدخرها الله له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.
رابعا: عدم حمل هم الإجابة: فعلى الأمة ألا تحمل هم الإجابة، فلقد كان سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ يقول: (أنا لا أحمل هم الإجابة، إنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء كانت معه الإجابة).

الأوقات المستحب فيها الدعاء:


هناك أوقات يستحب تحريها في الدعاء فهي أفضل من غيرها وأولى بالقبول منها: (الثلث الأخير من الليل – بين الأذان والإقامة – عقب الصلوات المكتوبة – عند صعود الإمام المنبر وآخر ساعة بعد العصر) وكذا الدعاء  (يوم عرفة – عند الجهاد – عند نزول الغيث).
فما أحرانا ونحن نعايش أزمة محدقة وضائقة شديدة؛ أزمة فيرس كورونا الذي اجتاح العالم كله وخلّف خسائر كبيرة في الأرواح أن نلجأ إلى الله تعالى بالدعاء خاشعين خاضعين متذللين نرجوه وندعوه ونتذلل إليه أن يرفع البلاء عن أهل الأرض، فهو القائل: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض.

الكلمات المفتاحية

دعاء خضوع توبة تذلل

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled البعض وبجهل منه يعتقد أن الأخذ بالأسباب فقط عليه مدار معالجة الأمور، وأن الدعاء الذي هو إقبال القلب خاضعًا خاشعًا لله تعالى من كماليات الأمور، حتى ظن