راحة القلب وصفاء الذهن والسكينة والوقار نعمة من نعم الله التي قد لا يفكر فيها الكثيرون، إما لأنه اعتادها أو لأنه لا يعلم قيمتها.. وتظهر قيمتها عند من يفقدها أو من يعاين من يفقدها.. وبهذا تتجلى نعمة الله تعالى على عباده فهو سبحانه دائم الكرم والتفضل.
أسباب السكينة:
وللسكينة أسباب كثيرة تجلب السعادة وتهدئ القلب منها:
-الإخلاص لله تعالى، والصدق معه، قال تعالى: "فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ" [الفتح: 18].

- الإيمان الراسخ بالقدر، والرضا عن الله تعالى في كل حال، قال ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين: السادس عشر: أن الرضا ينزل عليه السكينة التي لا أنفع له منها. ومتى نزلت عليه السكينة: استقام. وصلحت أحواله، وصلح باله. والسخط يبعده منها بحسب قلته وكثرته، وإذا ترحلت عنه السكينة، ترحل عنه السرور والأمن والدعة والراحة، وطيب العيش فمن أعظم نعم الله على عبده: تنزل السكينة عليه. ومن أعظم أسبابها: الرضا عنه في جميع الحالات. انتهى.
- كثرة
الذكر والاجتماع عليه، ففي صحيح مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ.
-التفكر في نعم الله عليك وهي كثيرة ومعايشتها بقلبك ووجدانك.

-النظر في كون الله السيح وإعمال العقل وهي عبادة التفكر خاصة النظر في البحار والأنهار والأشجار وغيرها من النعم المبسوطة في كون الله الفسيح.
-النظر لمن دونك في النعم أجدر أن يجعلك تستشعر نعمة الله عليك.
-الصدقات تريح القلب وترضي الرب و
التوبة .

-إعطاء الحقوق خاصة الديون تجلب السعادة وتزيل الغمة.
-كثرة الشكر والاعتراف بفضل المنعم سبحانه وتعالى.