عندما يذكر الصحابي
خالد بن الوليد تذكر الفروسية والشجاعة، وأنه " سيف الله المسلول"، فمتى لقب بهذا اللقب؟
ففي معركة مؤتة حدد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من القواد على الترتيب إن أصيب أحدهم تولى الآخر أمر قيادة الجيش ( زيد بن حارثة- جعفر بن أبي طالب- عبد الله بن رواحة).
يقول أحد الصحابة ممن شهد المعركة : لما قتل عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عنه انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط حتى لم أر اثنين جميعا.. ثم أخذ اللواء رجل من الأنصار ثم سعى به حتى إذا كان أمام الناس ركزه ثم قال: إلي أيها الناس.. فاجتمع إليه الناس حتى إذا كثروا مشى باللواء إلى خالد بن الوليد.
فقال له خالد: " لا آخذه منك أنت أحق به فقال الأنصاري والله ما أخذته إلا لك» .
اقرأ أيضا:
سعد بن أبي وقاص.. صحابي مجاب الدعوة.. بم بلغ هذه المنزلة؟وفي تفاصيل القصة أن الذي أحذ الراية ثابت بن أقرم فقال: يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم. فقالوا: أنت. قال: ما أنا بفاعل. فاصطلح الناس على خالد بن الوليد.
وحكى أبو اليسر الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال: أنا دفعت الراية إلى ثابت بن أقرم لما أصيب عبد الله بن رواحة فدفعت إلى خالد وقال له ثابت بن أقرم: أنت أعلم بالقتال مني.
«فلما أخذ الراية خالد بن الوليد دافع القوم وحاشى بهم ثم انحاز وانحيز عنه وانصرف بالناس» .
ولم يكن الأسلوب الأنجح إلا المحاشاة والتخلص من أيدي الروم الذين كانوا مع من انضم إليهم أكثر من مائتي ألف والمسلمون ثلاثة آلاف.
وعلى هذا سمي هذا نصرا وفتحا باعتبار ما كانوا فيه من إحاطة العدو وتراكمهم وتكاثرهم عليهم وكان مقتضي العادة أن يقتلوا بالكلية.
ولما أخذ خالد اللواء «حمل على القوم فهزمهم الله أسوأ هزيمة رأيتها قط حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شاءوا» .
وعن الحارث بن الفضل رحمه الله تعالى: لما أخذ خالد بن الوليد الراية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآن حمي الوطيس».
كما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله على يديه».
ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعه، ثم قال: «اللهم إنه سيف من سيوفك فانصره»..فمن يومئذ سمي خالد بن الوليد «سيف الله».