أدانت لجنة الفتوى الرئيسة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، مقطع فيديو يظهر فيه بعض الأشخاص وهم يستهزءون بالصلاة، بطريقة أثارت موجة من الغضب بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي في مصر.
وكانت العديد من مقاطع الفيديو تم تداولها خلال الفترة الأخيرة لأشخاص يقومون بالسخرية من الصلاة، ومن بينها تدخين أحدهم للسجائر أثناء الصلاة. وأحيل المتهمون في الواقعة الأخيرة إلى النيابة التي وجهت لهم تهمة "ازدراء الإسلام".
وقالت اللجنة، إن "للصلاة منزلة عظيمة في قلب كل مسلم؛ لأنها أحد أركان دينه، وأول ما يحاسب عليه يوم القيامة، ومن ثَمَّ لا يقبل المسلم المساس بها والسخرية منها والهمز واللمز بأركانها".
وتابعت: "حيث لوحظ مؤخرًا أنه تم نشر بعض الفيديوهات لبعص الأشخاص على برنامج "تيك توك"، الذي شهد إقبالًا عليه من بعض الشباب في هذه الآونة، وهم يسخرون فيها من الصلاة".
واعتبرت لجنة الفتوى أن من يسخر من الصلاة ويتلاعب بأركانها ويستهزأ بأهلها "كان آثمًا مرتكبًا لكبيرة من الكبائر تستوجب غضب الله عليه ونزول اللعنة به؛ لأنه حَقَّرَ ما عَظَّمَ الله ورسوله، وتَشَبَّهَ بمن ذَمَّهُمْ اللَّهُ في كتابه".
ودللت بقول الله تعالى في شأنهم : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}.
اقرأ أيضا:
هل الزواج بأحد قدر مكتوب أم قرار واختيار من الإنسان؟وقالت إنه "على من يفعل ذلك سرعة التوبة والاستغفار، وعلى المسلم أن لا يشارك في ذلك أو يروج له".
واعتبرت اللجنة أن تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، ودليل على استقامة العبد على منهج الله، قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}".
وأضافت: "كما أن من أهم شعائر الإسلام التي أمر الله بتعظيمها: الصلاة، حيث جعلها تُقام لذكره ومناجاته والإقبال عليه، والخشوع والتذلل بين يديه، فقال سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }، كما أثبت الله الفلَاحَ لمن واظب عليها، وأقامها في أوقاتها، وأتم أركانها وشروطها، والتزم بآدابها، وخشع في أدائها، فقال – سبحانه -: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}.
وأوضحت اللجنة أن "الصلاة كانت في حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قرة عين وسعادة قلب - ولا تزال كذلك في قلوب المخلصين - قال – صلى الله عليه وسلم - :{ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ} ؛ بل كانت الصلاة في حياته ساحة أمن ومصدر عز، فكان – صلى الله عليه وسلم - :{ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ-صَلَّى} رواه أبو داود، أي إذا نزل به – صلى الله عليه وسلم - كرب أو أصابه غم، سارع وهرول إلى الصلاة لمناجاة ربه".