أينما تذهب تسمع أحدهم يسب غيره، أو حتى يعلنه، لا فرق.. فهل من حق المسلم أن يصل لهذه الدرجة من (سوء الأدب)؟.. بالتأكيد لا.. لأن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يسب أو يلعن.. بل لا يمكن أن يهين أحدًا.. ولا لا يؤذي مخلوقا.. ولا يقاتل إلا إذا اعتدى عليه أحدهم..
فهذا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، حورب وتعرض لأذى لم يتعرض له أحد قبله ولا بعده، لأكثر من 20 عامًا.. مشى في الأسواق يستنصر الناس، فلم يجبه أحد. وقف بين أهله مناديا: والله لو كذبت الناس ما كذبتكم.. ولو ضللت الناس ما ضللتكم.. وإن الرائد لا يكذب أهله.. فلم يجبر بخاطره إلا القليل منهم.. اشتد الإيذاء والبغي، حتى سئل أن يدعوا على المشركين، فكانت إجابته الملهمة: «إنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وإنَّما بُعِثْتُ رَحْمَةً» .. إذن حتى في أحلك المواقف لا يمكن أن يكون المسلم لعانًا أبدًا.
احذروا اللعن
عزيزي المسلم، احذر اللعن، أو أن يقع لسانك فيه، أو تعتاده يومًا، كما اعتاده البعض هذه الأيام للأسف، فكل ما تقوله سيؤخذ إما لك أو عليك، قال الله تعالى: « مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ » (ق: 18)، لذلك حذر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، كثيرًا من مثل هذا الخلق، فقال: «ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا».
بل المفاجأة الكبرى، أن الإسلام يحرم حتى لعن غير المسلمين.
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول:« اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ إلى قوله ﴿ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ )..
اقرأ أيضا:
كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟ما بالنا بلعن المؤمن؟
إذا كان الإسلام قد حرم لعن غير المسلم، فما بالنا بالمؤمن؟.. فإن لعنه كقتله كما بين النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، بل أن الإسلام وصل بالأمر بمنع لعن الحيوانات.
عن عمران بن حصين قال: بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة»، قال عمران: فكأني أراها تمشي في الناس ما يعرض لها أحد.