ما بين الحين والآخر، تنفطر قلوبنا على رحيل خيرة شبابنا وشهدائنا من جنود القوات المسلحة الذين يرابطون في أرض الفيروز للدفاع عن ترابها ومقدساتها التي أعلى الله ذكرها في كتابه الكريم، ولا يسكن آلامنا على فراقهم سوى المنزلة التي أنزلها الله للشهداء، في الدنيا والأخرة، والتي يطمع أن ينالها كل مسلم ومؤمن بالله، خاصة وأن الشهادة هي منزلة لا ينالها إلا من تاجر مع الله واشترى الجنة بالدنيا، وارتقى في منازل السائرين إلى الله.
حتى قال الله تعالى عن الشهداء : { ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية  فقال النبي : "أرواحهم في جوف طير خضر ، لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل ، فاطلع إليهم ربهم إطلاعة ، ثم قال : هل تشتهون شيئاً ؟ فقالوا : أي شيء نشتهي و نحن نسرح من الجنة حيث شئنا !؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات ، فلما رأوا أنهم لن يُتركوا من أن يُسألوا ، قالوا : يا رب ، نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نُقتل في سبيك مرة أخرى .. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُركوا ] – رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا ، وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد ، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيُقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة" . متفق عليه

اقرأ أيضا:

قلب المؤمن بين الرجاء والخوف .. أيهما يجب أن تكون له الغلبة ليفوز برضا الله وقبول عمله؟
وللشهيد عند الله سبع خصال، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن للشهيد عند الله سبع خصال وقيل ثمانية :

1)   يُغفر له في أول دفعة من دمه .

2)   يُرى مقعده من الجنة .

3)  ويُحلى حلة الإيمان .

4)  ويُجار من عذاب القبر .

5)  ويأمن من الفزع الأكبر .

6)  ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها .

7)    ويزوج ( اثنتين وسبعين ) زوجة من الحور العين .

8)  ويُشفع في سبعين انساناً من أقاربه .

مساكن الشهداء

وعن سمرة بن جندب رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رأيت الليله رجلين أتياني ، فصعدا بي الشجرة ، فأدخلاني داراً هي أحسن و أفضل لم أر قط أحسن منها ، وقالا أما هذه الدار فدار الشهداء" . متفق عليه
و قال النبي صلى الله عليه وسلم : "القتلى ثلاثة : رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو وقاتلهم حتى قُتل ، فذلك الشهيد الممتحن " في خيمة الله تحت عرشه " لا يفضله إلا النبيون بدرجة النبوة " رواه احمد.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة لمائة درجة ، ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض  أعدها الله سبحانه وتعالى للمجاهدين في سبيله" رواه مسلم .