بسبب كورونا.. أغلقت المساجد في صلاة التراويح.. فهل أصلي صلاة التراويح بجزء، بحيث أكمل ختمة في نهاية الشهر أم أصلي مع زملائي في البيت جماعة.. أيهما أفضل؟
الجواب:
تؤكد لجنة الفتوى بــ"إسلام ويب" أنه ما دامت جماعة المسجد معطلة، فالذي يظهر لنا أن صلاتك منفردًا بجزء، أفضل من صلاتك جماعة مع زملائك بأقل من جزء، وذلك لأمور:
أولها: لأنها أطول في القيام، وقد جاء في حديث جَابِرٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «طُولُ الْقُنُوتِ»، رواه مسلم، والترمذي، وغيرهما.
والمقصود بطول القنوت، أي: طول القيام، جاء في تحفة الأحوذي: الْمُرَادُ هُنَا طُولُ الْقِيَامِ. قَالَ النَّوَوِيُّ: بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ. وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ تَصْرِيحُ أَبِي دَاوُدَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُبْشِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: طُولُ الْقِيَامِ. اهــ.
ثانيًا: لأجل تحصيل فضيلة ختم القرآن في التراويح، وختم القرآن في التراويح، مندوبٌ.
ثالثًا: أن الانفراد في البيت أقرب إلى الإخلاص، ومن هنا نص فقهاء المالكية على أن الانفراد في التراويح في البيت أفضل من أدائها في البيت جماعة، جاء في الشرح الكبير: ونُدِبَ انْفِرَادٌ بِهَا، أَيْ: فِعْلُهَا فِي الْبُيُوتِ، وَلَوْ جَمَاعَةً. اهــ.
قال الدسوقي في حاشيته معلقًا: (قَوْلُهُ أَيْ: فِعْلُهَا فِي الْبُيُوتِ، وَلَوْ جَمَاعَةً) فِيهِ نَظَرٌ؛ إذْ الْأَئِمَّةُ عَلَّلُوا أَفْضَلِيَّةَ الِانْفِرَادِ بِالسَّلَامَةِ مِنْ الرِّيَاءِ، وَلَا يَسْلَمُ مِنْهُ إلَّا إذَا صَلَّى فِي بَيْتِهِ وَحْدَهُ. وَأَمَّا إذَا صَلَّى فِي بَيْتِهِ جَمَاعَةً، فَإِنَّهُ لَا يَسْلَمُ مِنْهُ. نَعَمْ، إذَا كَانَ يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ بِزَوْجَتِهِ وَأَهْلِ دَارِهِ، فَهَذَا بَعِيدٌ فِي الْغَالِبِ مِنْ الرِّيَاءِ.