لا شك أن الله تعالى خلق الإنسان وكرمه ووهب له أسباب العيش الكريمة لكن يعتريه حالات من الضيق وقلة الرزق تجعله دائم التفكير في سداد ديونه ويظل مكروبا مضغوطا تحت وطأة الديون.
استعاذة النبي من المأثم والمغرم:وقد كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من هذه الحالة ( حالة الاستدانة) بل كان يحرص على الدعاء بالاستعاذة منها في كل صلاة، فقد روى البخاري في كتاب الصلاة - باب الدعاء قبل السلام، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في الصلاة، "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات. اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم. فقال قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف.
قال الحافظ ابن حجر : المأثم والمغرم بفتح الميم فيهما وكذا الراء المثلثة وسكون الهمزة والغين المعجمة، والمأثم: ما يقتضي الإثم، والمغرم: ما يقتضي الغرم.
وقال أيضاً: المغرم أي الدين، يقال: غرم بكسر الراء أي أدان. قيل: والمراد به ما يستدان فيما لا يجوز وفيما يجوز ثم يعجز عن أدائه. ويحتمل أن يراد به ما هو أعم من ذلك ( ما يقتضي الغرم ).
أدعية سعة الرزق:
هناك أدعية مشروعة تقال في هذا الإطار وهو الدعاء بسعة الرزق منها ما رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي مُوسَى ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي، وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي. قال شعيب الأرناؤوط: حديث حسن لغيره.
ووردت بعض الأدعية النبوية بسؤال الله الرزق مطلقا، كقوله صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا. رواه أحمد وابن ماجه. وقوله صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. رواه النسائي وابن ماجه.
وإذا وافتك المنية ولم توفّ كل ما عليك من الديون أداها الله عنك، بشرط أن تكون ناويا وساعيا في أدائها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله. رواه البخاري